وطنا اليوم:مع نزوح ما يقارب 1.6 فلسطيني من أصل 2.4 مليون من شمال قطاع غزة إلى جنوبه خلال الأسابيع الماضية، أعاد وزير إسرائيلي إشعال الجدل حول تفريغ القطاع وأحيا السجال مجدداً بشأن التهجير القسري للفلسطينيين، الذي كان مصر والأردن أول المحذرين منه.
فقد اعتبر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش المتطرف المثير للجدل أن إجلاء سكان غزة “هو الحل الإنساني الصحيح” لهم وللمنطقة وقال في منشوره اليوم:
“إن الهجرة الطوعية واستيعاب عرب غزة في دول العالم هو حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب على حد سواء”.
وشرح الموقف قائلا:
“أرحب بمبادرة عضوي الكنيست رام بن باراك وداني دانون للهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم (يقصد توزيعهم على دول العالم). هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاما من اللجوء والفقر والمخاطر. معظم سكان غزة هم الجيل الرابع والخامس من اللاجئين من عام 48، والذين بدل إعادة تأهيلهم منذ فترة طويلة على أساس شخصي وإنساني مثل مئات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، تمّ احتجازهم كرهائن في غزة في ظل الفقر والاكتظاظ، وكان ذلك رمزا للرغبة في تدمير دولة إسرائيل وعودة اللاجئين إلى يافا وحيفا وعكا وطبريا. وهذا أيضا هو السبب وراء الكراهية الشديدة التي ينشأ عليها سكان غزة ويتعلّمونها تجاه دولة إسرائيل واليهود، وهي الكراهية التي لا يمكن إلا أن تفسّر قسوة المذبحة الرهيبة التي ارتكبتها حماس (داعش)، كأن دولة إسرائيل هي مصدر كل مآسيهم، والحل في كل الأحوال يكمن في تدميرها”.
وأضاف:
“إن خلية بمساحة صغيرة مثل قطاع غزة، بدون موارد طبيعية ومصادر رزق مستقلة، ليس لديها فرصة للوجود بشكل مستقل، اقتصاديا وسياسيا، مع هذه الكثافة العالية لفترة طويلة، ولهذا السبب، فإن قبول اللاجئين من قبل دول العالم التي تريد حقا مصالحهم، وبدعم ومساعدة مالية سخية من المجتمع الدولي، بما في ذلك دولة إسرائيل، هو الحل الوحيد الذي سيضع حدا لمشكلة اللاجئين، ومعاناة وألم اليهود والعرب على حد سواء”.
ثم انتهى إلى القول:
“لن تكون دولة إسرائيل قادرة بعد الآن على تحمّل وجود كيان مستقل في غزة، والذي، كما ذكرنا، يقوم بطبيعته على كراهية إسرائيل والرغبة في تدميرها”.
وكان عضوا الكنيست داني دانون من حزب (ليكود) الحاكم ورام بن باراك من حزب (هناك مستقبل) المعارض أوضحا أمس الاثنين أن المبادرة التي طرحها عدد من أعضاء الكنيست من الائتلاف الحاكم والمعارضة على السواء تدعو إلى صياغة خطة تسمح بحركة جماعية للاجئين من قطاع غزة إلى بلدان توافق على استقبالهم، وذلك من خلال آلية منظمة بالتنسيق بين الدول. وقالا في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية “هذه المبادرة هي فرصة لدول العالم للوقوف جنبا إلى جنب وإظهار التعاطف والالتزام بالحل المستدام الذي سيساعد على استقرار الشرق الأوسط”