لا يعرف ليل غزة ولا نهارها أي نوع من أنواع الهدوء أو الراحة من القصف، ولكنّ نمطاً معيناً من العمليات القتالية بات يمكن لحظه بعد أكثر من 10 أيام على المعركة.
فالمقاومة نشرت عمليات عدة نفذتها في وضح النهار، كما سعى الاحتلال أكثر من مرة للتقدم في وضح النهار نحو المناطق العمرانية، ولكنّ الأسبوع الثاني للعملية البرية شهد أكثر من ليلة قصف فيها الاحتلال القطاع بشكل مكثف في أول الليل، ليحاول التقدم نحو المناطق المقصوفة تحت غطاء القنابل المضيئة والقصف المدفعي للمناطق المتاخمة لمنطقة التقدم، مع قطع لشبكة الانترنت.
ولكنّ المقاومة بدورها تستفيد من الليل، بعد أن أظهرت أجهزة المراقبة والرصد المزودة بها آليات الاحتلال، محدودية في نطاق الرؤيا مع غياب العنصر البشري، في النهار والليل على سواء. وأظهرت مشاهد جديدة نشرت استهدافات لقوات الاحتلال في ظلام الليل، حيث يرجّح أنّ المقاومين كانوا يستعملون وسائط رؤية ليلية، مستفيدين من إحاطتهم بتفاصيل المناطق والشوارع والأحياء.
وأظهرت المشاهد التي حرصت المقاومة على بثها استهدافاً لدبابة إسرائيلية بشكل دقيق في ظلام الليل الدامس، ما يشير إلى رسالة قد تكون القسام أرادت إيصالها وهي أنّ جنود الاحتلال لا يمكن لهم أن يرتاحوا في الليل أو يظنوا أن المقاومين عاجزون عن استهدافهم، مما يجعلهم عرضة للضغط الشديد.