معركة طوفان الأقصى وداعاً أيها السلام!!!

7 أكتوبر 2023
معركة طوفان الأقصى وداعاً أيها السلام!!!

أبوعربي /إبراهيم أبوقديري

ما هذا العنفوان يا غزة! لم تكتمل بعد فرحة شهر العسل بين الصهاينة والمطبعين حتى فاجأهم غضب الرب
وغضب الشعب.، وبركان
(طوفان الأقصى)

ليست الهزيمة أن يحتل الغازي أرضا فالحروب كر وفر، ولكن يتلخص الهدف الاستراتيجي للاحتلال في إنجاز الهزيمة الحقيقية التي تكمن في الاستسلام واليأس
وتبلد الإحساس وموت الإرادة والركون إلى ذل السلامة بدلا من المقاومة.

إنها الحرب المتواصلة _وبأشكال وأساليب شتى _ منذ أكثر من قرن ونصف في مواجهة المشروع الصهيوني
انطلاقا من خضيرا وملبس قرب يافا بالتصدي إلى طلائع
المستعمرين الصهاينة (في أثواب المزارعين) الذين تسللوا واستقروا بسبب تهاون والي بلاد الشام مما
دفع بأبناء فلسطين بتوقيع
وثيقة القدس ورفعها إلى السلطان العثماني لوقف ذلك
التسلل.

ومنذ تاريخه ذاك والثورة بين مد وجزر، تخبو وتشتد وفقاً لعوامل وظروف ذاتية موضوعية، أو خارجية مفروضة

ظن كثيرون أن معركة اكتوبر
١٩٧٣ هي آخر الحروب بين العرب والكيان الصهيوني.
نعم تلك الحرب توقفت ولكن
أسبابها لم تنتهِ؛ ولذا كتب محمود درويش : ( وداعاً أيتها الحرب وداعاً أيها السلام)

نصف نبوءة درويش تحقق ( وداعاً أيها السلام) : فكل تلك الاتفاقيات العربية منها والفلسطينية أيضا
مع الكيان الصهيوني وما تبعها من تطبيع لم تصنع سلاماً ولم تثمر استقرارا

أما نصفها الآخر ( وداعاً أيتها الحرب) فلن يتحقق إلا بتحرير فلسطين وزوال
الاحتلال؛ وعليه فهذه معركة
في حرب متواصلة.

وعلينا أن نقرأ ( معركة
طوفان الأقصى) في سياق مسيرة الثورة الفلسطينية وانتصاراتها التاريخية المتراكمة. ومنها:
_ جاءت هذه المعركة ذات إعداد وتخطيط عسكري دقيق محكم
_فشل استخبارات العدو وما له من أصدقاء وعملاء فشلا
ذريعا في توقع هذه المعركة
_عناصر الصدمة والترويع والمباغتة أربكت العدو وشلت تفكيره وافقدته عوامل الاستجابة والمبادرة
_السيطرة على أي مساحة من الأرض الفلسطينية المحتلة وتحريرها ولو لساعات ورفع العلم الفلسطيني فوقها كفيل بهز وزعزعة بل ونسف فكرة الاستراتيجية الصهيونية القائمة على وراثة فلسطين
_حققت المعركة انتصارا حربيا عسكريا بامتياز من حيث التوغل برا وبحرا وجوا وإلحاق كل هذه الخسائر بالعدو المادية والبشرية والمعنوية واقتياد
هذه الأعداد من الأسرى
_النتائج والآثار الإيجابية على القضية الفلسطينية
في حسابات معادلة موازين القوى الفاعلة في ما يخص القضية فلسطينيا وعربيا ودوليا
_حتى الذين يطالبون بالحل السياسي نذكرهم أن الحرب نفسها حل سياسي بطرق غير
ودية.
_وعلى الذين يتحدثون عن ضحايا مدنيين من الصهاينة
أن يدركوا أن هذاالكيان الصهيوني كله (مستعمرة صهيونية كبيرة) على أرضنا
وأن هذه التي تدعى زورا (مستوطنات) إنما هي مجموعة من ( المستعمرات) أيضا.
_أما ردود الفعل الصهيونية العسكرية الهمجية وما تسببه
من الدمار وقوافل الشهداء فقد تعودت عليها غزة العزة
وكانت كل مرة تزيد المقاومة
إصرارا.
_نأمل أن تتعدد الجبهات وأن تتسع ساحات المواجهة العسكرية مع العدو. وأن تلتئم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأن تراجع بعض
الدول العربية حساباتها ومواقفها تجاه العدو الصهيوني.
تحية لغزة الثورة والمقاومة
والغضب والبركان… تحية
لشموخ فلسطين كلها من
البحر إلى النهر…. تحية
لشرفاء الأمة والعالم على مواقفهم الحرة… تحية
لأرواح الشهداء وصلابة
الأسرى وصمودهم
على طريق تحرير الأرض والإنسان.