وطنا اليوم – خاص – في ظل انعقاد آخر دورة في عهد البرلمان الحالي و استعدادا بعدها للانتقال الى مسار التحضير لانتخابات نيابية جديدة دستوريا يفترض ان تعقد منتصف صيف او نهاية صيف العام المقبل 2024، بات امس الجمعة الحراك النيابي نشطا حسب ما اطلعت وطنا اليوم ، حيث لقاءات مكوكية في صالونات عمان ولقاء واحد في احد المزارع القريبة من عمان في محاولة لتشكيل او انتزاع تكتل ضاغط يدفع ببقاء الصفدي في موقعه.
فيما يبدو وكما اطلعت وطنا اليوم انه بات من المنطقي الخروج بصيغة توافقية تنسجم مع مرحلة الاصلاح السياسي ومخرجات لجنة الاصلاح، مؤخرا وعشية انتخابات رئيس مجلس النواب التي تعقد في 11 تشرين الاول الجاري، ظهر النائب نصار القيسي ليعلن ترشحه لرئاسة مجلس النواب حيث وضع القيسي نفسه في مواجهة مباشرة مع الرئيس الحالي احمد الصفدي ليكون القيسي بذلك ترشح للمرة الثالثة والاخيرة لرئاسة النواب، فرص القيسي تضاءلت في المرة الاخيرة حين تصدر الصفدي في جلسة تصويت شهيرة وانتزع رئاسة المجلس في قرار وصف حينها بانه طبخ في دوائر ضيقة ارادت ان يكون الصفدي في منصة الرئيس .
النائب المخضرم عبدالكريم الدغمي صاحب مصطلح ( المجلس ديكور) خرج عشية الخميس ليعلن هو الاخر ترشحه لرئاسة المجلس الا ان المفاجأة التي أعلنها الدغمي في الانتخابات السابقة من دارته بحضور الصفدي ونواب آخرين، والتي شكلت انسحاباً واضحاً لصاحب الخبرة الطويلة في مجال التشريع والرقابة، الذي سبق له أن حمل حقائب وزارية مطلع تسعينات القرن الماضي، جامعاً النيابة والوزارة، وكان من أصغر النواب عمراً وقتها لاتزال حاضرة في اذهان النواب والشارع الذي يراقب بدقة ولا يهتم ، فيما يثار تساؤل تواصلي، هل يرد الصفدي الجميل للدغمي ؟ ام ان دوائر القرار ترى في الصفدي ممثل شرعي ووحيد للمرحلة الختامية من عمر مجلس النواب التاسع عشر ؟.
إعلان النائب عن الدائرة الثالثة التي تُعرف بـدائرة الحيتان، أحمد الصفدي، ترشيح نفسه، بعد سيطرته على موقع الرئيس نتيجة انسحاب الدغمي لصالحه، ولا يغيب أنه رئيس أكبر كتلة نيابية (كتلة المستقبل) وعضو في حزب الميثاق الذي يضم عددا لابأس به من النواب ، ذلك امر يثير الجدل في تبادل الادوار على كرسي رئيس مجلس النواب ، حيث لا يسعف ترشح الصفدي، الطامحين في الإعلان عن نياتهم خوض المنافسة، وهو ما تسعى له أقطاب مؤثرة في المشهد البرلماني، من وزن النائب لأكثر من دورة نصار القيسي، ليبقى زميله في المنافسة السابقة نائب رئيس الوزراء الأسبق النائب الحالي أيمن المجالي وحيدة لغاية اللحظة ولم يحسم امره بانتظار قرار مرجعي او بانتظار اتضاح المشهد داخل الحراك النيابي .
وفي ترقب استقرار المشهد البرلماني على انتخاب رئيس جديد من نادي الرؤساء السابقين او من خارج اعضاء النادي ذو لون سياسي تقليدي محافظ في ظل ما تشهده البلاد من حراكاً حزبياً إذ يتدافع سياسيون للترويج للأحزاب الجديدة ضمن أحكام القانون الجديد من باب مجلس النواب وابواب اخرى يبقى الصفدي الاوفر حظا والذي يبدو ان مرجعيات تصر على بقاءه وهو ما خلق حراكا نيابياً جعل مساء جمعة عمان امس ساخناً ذو نكهة شهدت اجتماعات ولقاءات ودية للخروج بتوافق نيابي يظهر المشهد النهائي بحالة ديموقراطية هي محسومة سلفاً.