الانتخابات الأمريكية 2020: هل ينجح جو بايدن بفضل تأييد المشاهير له؟
15 أكتوبر 2020
وطنا اليوم – وكالات –
قبل ثلاثة أسابيع فقط من موعد الانتخابات الرئاسية، يبدو وأن المرشح الديمقراطي جو بايدن قد ضمن قطاعاً واحداً على الأقل من الناخبين، ألا وهو المشاهير.
خلال الأيام الماضية، اصطف الكثير من مشاهير البلاد لإظهار دعمهم لبايدن ونائبته كمالا هاريس. فقد أعلنت كل من تايلور سويفت، مادونا، كاردي بي، توم هانكس وجورج كلوني دعمهم للمرشح الديمقراطي.
وفي احدى افتتاحيات مجلة “في” حثت المغنية تايلور سويفت معجبيها على التصويت لبايدن وهاريس، وشاركت تأييدها لهما مع متابعيها على موقع انستغرام وعددهم 140 مليونشخص.
أما الممثل دوين جونسون -الذي يصف ميوله السياسية بالمستقلة، وهو الآن الرجل الأكثر متابعة في أمريكا على إنستغرام- فقد قال في تسجيل مصور إن جو بايدن وكمالا هاريس هما “أفضل خيار لقيادة البلاد”.
كما شهد مؤتمر الحزب الديمقراطي في صيف هذا العام حضوراً كبيراً لعدد من الحائزين على جوائز الأوسكار والموسيقيين والرياضيين المحترفين، في تناقض واضح مع مؤتمر الحزب الجمهوري الذي عُقد الأسبوع التالي. فهناك كان الرئيس دونالد ترامب، أهم المشاهير الحاضرين.
“لدى ترامب مؤيدوه من المشاهير”، كما تقول كوبر لورنس الصحفية ومؤلفة كتاب ديمقراطية المشاهير: الاجندة المضللة لسياسات المشاهير في ديمقراطية ما بعد الحداثة، بينهم كيد روك، جيمس وودز، وسكوت بايو.
” لكن إذا كان الأمر يتعلق بالمشاهير الحقيقيين، هؤلاء الذين يعرفهم الناس جيداً ويحبونهم، فإن بايدن بهذه الطريقة بالتأكيد هو الفائز”.
تقول لورنس إن دور المشاهير في السياسة الأمريكية ليس أمراً جديدا، وكذلك ميلهم نحو الحزب الديمقراطي.
” هوليوود تميل لليبرالية، هذا هو تاريخ المشاهير والسياسة”. وتضيف أن الجمهوريين من المشاهير يميلون إلى الترشح إلى المناصب العامة، مشيرة إلى الرئيس رونالد ريغان، وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزينيغر والرئيس ترامب. في حين يميل مشاهير الديمقراطيين إلى إعلان دعمهم للمرشحين.
تشير الدراسات التي أجريت على الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2008 إلى أن الدعم المبكر الحماسي الذي اظهرته المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري لباراك أوباما حينها، منحه نحو مليون صوت إضافي.
يقول الباحثون إن “تأثير أوبرا” كان السبب في الفارق في التصويت الشعبي بين أوباما ومنافسته على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
تقول لورانس “المزحة هي أن أوبرا اختارت الرئيس، لكن هذا التأثير للمشاهير لم يكن ملحوظاً في الانتخابات الرئاسية”.
وتضيف أن ما يمكن للمشاهير أن يفعلوه هو تحفيز الناخبين على الخروج للتصويت، وهو مانراه هذا العام.
فخلال الأسبوع الماضي حثت نجمة البوب أريانا غراندي متابعيها وعددهم 280 مليوناً على تويتر وإنستغرام على أن يسجلوا أسمائهم للتصويت في مسقط راسها بولاية فلوريدا قبل الموعد النهائي في وقت لاحق من ذلك اليوم.
وكتبت تقول “أصدقائي في فلوريدا، نحن بحاجة إليكم. اليوم هو اليوم الأخير للتسجيل للتصويت. إذا لم تسجلوا أنفسكم أو كنتم تعرفون صديقاً أو قريباً لم يفعل بعد، فمن المهم أن تحاولوا التسجيل، لأن فلوريدا لديها القدرة على التأثير على نتيجة الانتخابات”.
وبعد ساعات، تعطل الموقع الإلكتروني المخصص للتسجيل بالولاية، بعد زيادة كبيرة في عدد الزائرين.
وأفادت كبيرة مسوؤلي الولاية لوريل لي بأن عدد طلبات التسجيل ارتفع “بشكل قياسي إلى 1.1 مليون طلب في الساعة” وأعلنت تمديد الموعد النهائي للتسجيل يوماً إضافيا.
وتقول لورانس إنه في حين أن المشاهير قد يقنعون متابعيهم بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن تأثيرهم لا يصل إلى حد إقناعهم باسم المرشح الذي سيصوتون لصالحه.