الدكتور محمود المساد
للعلم فقط “بروكرست ” شخصية من الأساطير اليونانية ،حيث كان حدادًا وقاطع طريق من منطقة أتيكا.كان يهاجم الناس ويقوم بمطِّ أجسادهم وتمديدها إذا كانوا قصارًا
أو قطع أرجلهم إذا كانوا طِوالًا، لتتانسب أطوال أي منهم مع سريره الحديدي. ويطلق لفظ البروكرستية على أي نزعة إلى «فرض قوالب» وأنماط وأقفاصًا جاهزة على (الأشخاص أو الأفكار..أو على الحقائق) أو تشويه المعطيات لكي تتناسب قسرًا مع مخططهم الذهني المسبق.
وهذا لا يحدث كثيرًا حتى في الحياة العامة.، ولكن الغريب أن يحدث هذا في بيت خبرة تربوي وتعليمي يفترض بأنه نموذج في تميزه ويؤسس لتطوير غايته الارتقاء بالجيل وتحقيق رؤية الوطن ورسالته للمستقبل.
أكثر ما تفتخر به هذه المؤسسة الإطار العام للمناهج الأردنية، دستور المحتوى التعليمي وموجه عمليات النظام التعليمي، ويبدو أنه كُتب في غفلة من المتربصين. ……. لكن لم تدم الفرحة طويلا فقد ابتعدت أطر المناهج الخاصة بالمواد الدراسية عن الإطار العام للمناهج، مع أن المفروض بها أن تتمثله ولا تتعارض معه، والأغرب من ذلك أن الاقتراب البسيط بها تم تعديله بأثر رجعي، أي بعد إقرار الكتب تم تعديل الأطر الخاصة لهذه المواد مع خطأ ذلك تربويًا ونظامًا.
ونتيجة كم التعليقات على الكتب المطورة، وأنها لا تلتزم بتوجهات الإطار العام للمناهج الأردنية، والتي تستوجب المراجعة والتعديل ليأخذ التطوير مداه وتصل رسالة المنهاج السليمة للمعلمين كمنفذين له والمشرفين التربويين كداعمين ومساندين للمعلم، ذهب بروكرست الأسطورة إلى قطع الأرجل الزائدة ومط الجسد الناقص ليتفق وقالب السرير الحديدي. وهكذا بفعل هذا المنقذ في خيال اليونانيين الأوائل أمد الله في عمره، انتهت القصة بتشكيل لجنة لتعديل الإطار العام للمناهج . وسيصبح الإطار من لون الكتب ويا دار ما دخلك شر،ولن يبقى لأي خبير ناصح مجالًا للنقد.
حلول إبداعية من أجل أن لا تعتب يا وطن.
ملاحظة مهمة جدًا:
هل خطر ببالكم أن تعديل الإطار العام يتطلب تعديل جميع الأطر الخاصة ، وجميع الكتب المنتجة
على ضوء الإطار الجديد؟ أهذا عمل حتمي إن كنا جادين!!