وطنا اليوم – خاص – مدير تحرير وطنا اليوم – تزايد الحدث مؤخراً في الصحف العربية و الغربية حول احتمالات القيام بعمل عسكري أردني في الجنوب السوري ، CNN اوردت الثلاثاء في مقال لها رصدته وطنا اليوم تحدثت فيه وعلى لسان مصدر أردني على حد تعبيرها انه قال ان سوريا لاتقوم بما هو لازم لضبط الحدود مع الأردن ، و أوردت الصحيفة في ذات السياق عن احتمالية القيام بعمل عسكري ضمن سياقات حماية امن الاردن ، الشرق الاوسط أوردت هي الأخرى تحليلا جاء في سياق تسريبات يبدو وصلت الشرق الأوسط حول تحركات اردنية من شأنها القيام بتدخل عسكري يكبح جماح عمليات تهريب المخدرات التي تطورت مؤخرا الى عمليات لتهريب الأسلحة .
بدورها وطنا اليوم ترى ان مؤشرات البيئة الاقليمية ومؤخرا الدولية وعشية خطاب جلالة الملك عبدالله امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تحدث فيه صراحة بعبارة “سنحمي بلدنا من أي تهديدات جراء الازمة السورية ” ، حيث يبدو انه تم اعداد وتهيئة البيئة الدولية ايضا لأي إجراء عسكري أردني في سياق حماية امن الاردن ضد الانفلات الامني في الجنوب السوري ، فيما مؤشر حالة الاحتجاجات المستمرة منذ شهر تقريبا في مدينة السويداء ذات الاغلبية الدرزية وحديث احد الصحف الامريكية حول معبر حدودي مع الاردن يطالب به أهالي السويداء تقع ضمن حسابات ارتفاع فرص التحرك الاردني تجاه تهديد امنه الداخلي .
ثمة مؤشرات يبدو انها تشير الى نضوج الخيار العسكري الأردني لضبط الانفلات الأمني على الحدود السورية ، حيث طرح هذا الخيار سابقا وبالتحديد في 2015 ولم يلقى ترحيبا اردنيا حينها ، الا ان الاجابة حول سبب عدم قبول هذا الخيار حينها يقع ضمن الحسابات الاردنية بأن السيادة السورية كانت غير موجودة اصلا في الجنوب السوري في ذلك الوقت الذي كانت تسيطر عليه الفصائل المسلحة للجيش الحر ، في حين ان الوضع الان في الجنوب السوري بات تحت سيطرة النظام الذي يبدو أنه يعجز او يتململ كثيراً عن ضبط الاوضاع الامنية من ناحية ومن ناحية اخرى يبدو انه مستفيد من هذا الانفلات الذي يسهل له تجارة الكبتاغون والذي تطورت الى تهريب أسلحة وذخائر عبر المسيرات مما تشير إلى أن المليشيات الايرانية دخلت على خط الفوضى في الجنوب السوري وبالتحديد قرب الحدود الاردنية ، وبعبارة تحليلية ادق يبدو ان النظام يريد المقايضة مع الاردن بملفين الحدود واللاجئين الامر الذي ترفضه الاردن سياسياً.
نشرت وطنا اليوم قبل أيام تقرير نقلا عن احد مواقع المعارضة السورية يشير إلى انتشار 80 عنصر من الحرس الثوري الإيراني في الجنوب السوري ، حيث تكمن أهمية ما ورد في هذا الخبر في النوعية وليس في الكمية حيث عناصر من الحرس الثوري يعتقد انها نواة قيادة وسيطرة للمليشيات الايرانية التي تنتشر في مناطق نوى والبوكمال ومطار تدمر وبصرى الشام وبالقرب من الحدود مع الاردن ، الأمر الذي من شأنه ان يوحي برغبة سورية – ايرانية لتوسع دائرة الصراع في الجنوب (اذا ماحدث) .
هنا يبدو ان مجسات الرصد الاردنية ترصد بدقة التحركات السورية في الجنوب وفي كل الاتجاهات، لذلك يتوقع ان تكون اي عملية عسكرية برية عملية محدودة خاطفة ذات اهداف محددة بعيدا عن التحركات التعبوية التقليدية، وبعيدا ايضا عن ما تشير اليه بعض التحليلات بإقامة منطقة عازلة حيث يقع الاردن هنا أمام تحدي الكلفة والقدرة على مسك الأرض والذي لاترغب به دوائر صنع القرار العسكري ولا حتى السياسي، لذلك ومن منطلق تكتيكي قد يفضل الاردن على الاقل عمليات انتقائية مشتركة بدعم من الحليف التقليدي الامريكي تكتسب صفة الشرعية والدعم الدولي ، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان اسرائيل اصبحت متأثرة أيضا حيث ضبطت متفجرات اثناء محاولة تهريبها عبر غور الأردن أقرت صحيفة هأرتس الاسرائيلية في خبر نشرته وطنا اليوم وعلى لسان متحدث عسكري اسرائيلي إنها إيرانية المنشأ.
هنا لايزال الأردن يراقب الأوضاع في سورية في ضوء استمرار الاحتجاج في السويداء وتوسعها الى مناطق الجنوب السوري ولايزال ايضا يراقب ويضبط عمليات التهريب عبر الحدود والذي أقرت القوات المسلحة الاردنية في بيانات نشرتها عشية الاثنين ونشرتها ايضا وطنا اليوم بان اعداد المسيرات تجاوز 88 مسيرة من بداية 2023 حتى 14 اب ، الأمر الذي يوحي بأن البيئة الأمنية باتت جاهزة امام الأردن للقيام بتحرك ما لضبط تهديدات التهريب عبر الحدود السورية والتي تطورت للتجاوز مرحلة التهريب لمحاولات التخريب، ويبدو اكثر ان حسابات الاردن باتت دقيقة ضمن سياقات الجغرافية والديموغرافية وفي فصل المسار الامني عن المسار السياسي .