وطنا اليوم: أكد خبراء أردنيون وعرب في مجال الطاقة والاستدامة، أن هناك توجهاً عالمياً لزيادة الموارد والاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة لمواجهة الانبعاثات الكربونية وهو ما دفع دول عدة لإنفاق مبالغ كبيرة على تحديث التكنولوجيات؛ للحصول على الطاقة بتكاليف قليلة.
وكشف الخبراء المشاركون ضمن سلسلة جلسات ملتقى “الاستدامة” بفعاليات الدورة الـ12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة، اليوم الخميس عن توجه عالمي نحو التعدين لاستخراج المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات بهدف تخزين الطاقة النظيفة المُنتجة.
وقال منسق قطاع التعدين في اللجنة الملكية للتحديث الاقتصادي المهندس أيمن عياش، إن العالم يعيش مرحلة مفصلية وهي التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة المستدامة، موضحا أننا “الآن أمام استحقاق كبير؛ فالعالم خرج من الاحتباس الحراري إلى الغليان الحراري، وهو الذي ظهرت تبعاته في المغرب وليبيا والحرائق التي وقعت في أوروبا؛ فالتحول إلى الطاقة النظيفة أصبح استحقاقاً عالمياً”.
وأشار إلى أن العالم يتجه إلى حظر الانبعاثات الكربونية، حتى أن معظم منتجي السيارات على مستوى العالم قرروا ألا تكون هناك سيارة تعمل بنظام الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035، فضلاً عن أن دول أوروبا قررت وقف تداول السيارات التي تعمل بالوقود بحلول 2025.
وبيّن أن دولاً كثيرة تجتهد لإنتاج مصادر طاقة بديلة كالرياح والشمس، ولكن هناك حلقة مفقودة وهي كيفية تخزين تلك الطاقة، لهذا يتجه العالم حالياً إلى التعدين، لاستخراج المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات مثل النيكل والكوبر والنحاس، لافتًا إلى أن هناك دولاً عربية كالأردن والسعودية ومصر وعُمان، اتخذت خطوات كبيرة حتى تكون المنطقة جاذبة لعمليات التعدين، وبالفعل هناك اهتمام عالمي كبير الآن من كبرى الشركات للدخول إلى المنطقة العربية.
بدوره تحدث الرئيس التنفيذي لشركة “بيئة لإعادة التدوير” ذاكر الربايعة، عن الإجراءات التي تم اتخاذها نحو التحول للطاقة النظيفة، قائلاً: “بدأنا بعملية إدارة النفايات الكاملة عام 2010، واليوم وصلنا إلى أن 90% من المواد التي يتم جمعها في مدينة الشارقة وتحويلها إلى مواد”.
وقال: “خلال الـ20 عاماً المقبلة سننتج أكثر من 20 ضعفًا ما يتم إنتاجه حالياً، وندرس تحويل مكب النفايات إلى حديقة خلايا شمسية وهي مساحة كافية لإنتاج نحو 120 إلى 150 ميغاوات من الطاقة”.
وفي جلسة “ممارسات متوازنة.. عالم أخضر”، كشف وزير البترول والثروة المعدنية المصري الأسبق المهندس أسامة كمال، أن الدول المستهلكة للطاقة التقليدية واجهت بعض الضغوطات، وبناء عليه كان لابد من تحرك لحل تحديات الطاقة”.
وفي خطاب “الأمن الغذائي.. قصة نجاح من الإمارات إلى العالم”، عرض الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي بوزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة المهندس محمد الأميري، جهود الدولة لتحقيق الاستدامة في المجال الغذائي، مشيراً أن دولة الإمارات مساهم رئيسي في أهداف التنمية المستدامة وخلق مستقبل مستدام لشعوب العالم، لاسيما وأنها تستعد لاستقبال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28).
يذكر أن المنتدى الذي عقد بمشاركة 250 متحدثاً ومشاركاً، من دول العالم حضره مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميلة فيروز مبيضين وكل من رئيس تحرير صحيفة الرأي الدكتور خالد الشقران، ورئيس تحرير صحيفة الدستور مصطفى الريالات ورئيس تحرير صحيفة الغد مكرم الطراونة ورئيس تحرير صحيفة الأنباط حسين الجغبير، ومدير موقع الدستور خالد محمد خالد وعدد من الإعلاميين الأردنيين.