الدكتور محمود المساد
اتصل بي أخ عزيز يخبرني، ويذكّرني بأنه سمع مني حديثا جرى على لساني، قبل ما يزيد على خمسة وعشرين عاما، مفادُه أننا سبقنا دول المنطقة بتقسيم مراحل التعليم إلى أساسي وثانوي، وأننا تجاوزنا تقسيمها إلى ابتدائي وإعدادي وثانوي، ولحقت بنا الدول – يوم كنا رواد التعليم ويُقتدى بنا -!! فقلت له: ما الذي يدهشك أخي العزيز لتخبرني بذلك، فقال لي والغصة ظاهرة في صوته: افتح كتب اللغة العربية المطورة في صفحتها الثانية لتقرأ: ( الصف الأول الابتدائي، والصف السابع الإعدادي، والصف العاشر الثانوي )، وبثقة عالية قلت له: لا يمكن أن يحصل هذا !!! فلم نصل بعد إلى هذا المستوى !!! فقال لي بلغة من يداري بترحّمه على حدث ما ذي أهميّة: لن أستغرب!!
لقد كانت هذه الصفحات الثلاث الأولى، والصفحة الأخيرة، تأخذ منّا عدة مرات من المراجعة والتأكد من ذلك في كل كتاب……؛ لأن الذي لا يقرأ، ولا يكتب، يتصفحها فقط!! فكيف مرّت هذه المغالطات على أربعة مجالس ولجان دون أن تتنبه إليها؟ كون أن المعنيّين لا وقت لديهم للنظر والتدقيق في مثل هذه الأعمال!!!
وحاولت التأكد من باب الشك، بأن تعديلًا على القانون قد تم إقراره – دون صوت – وأعاد تقسيم مراحل التعليم إلى سابق عهدها، ولو من أجل التغيير فحسب، فقيل لي: لم نسمع بذلك، ولم يحصل ذلك أبدًا.
هذه ليست أخطاء عفوية، بل اتجاه عمل، يشكّل أهمية بالغة في أكثر مفاصل واجباتنا الحياتية!
متى يفيق مجتمعنا؟ مسؤولونا؟ بل جمهورنا!
وأرجّح:
– ما فاز إلّا غير المهتم!
– وأترك لمن يقرأ التفسير؛ لأننى أخشى حاليا مجرد التعليق.
فمن يتحمل المسؤولية ؟