الدكتور معن القطامين .. يصنع الفارق

4 سبتمبر 2023
الدكتور معن القطامين .. يصنع الفارق

د هايل ودعان الدعجة

كما هي العادة فانني كغيري من معظم المواطنين الاردنيين .. اتابع ما ينشره الدكتور معن القطامين من فيديوهات .. خاصة تلك المتعلقة بالامور الاقتصادية باعتبارها الشغل الشاغل للمواطن الاردني .. ولما كانت لغة الاقتصاد بمصطلحاتها المعقدة وغير المفهومة لدى الغالبية تعتبر واحدة من اصعب اللغات ، فان هذا اصعب ما يواجه الحكومات في الترويج لسياساتها الاقتصادية وايصال رسائلها التي تحمل او تدعي فيها انها تحقق انجازات ونجاحات كونها غير مفهومة وغير ملموسة بالنسبة الى المواطن ، الذي يظهر وكأنه في واد والحكومات في واد اخر .. وذلك انطلاقا من الانطباع السلبي الذي تولد لديه عن اداء الحكومات الاقتصادية ، بسبب صعوبة اللغة الاقتصادية ومصطلحاتها المعقدة ، وبالتالي عدم فهمها واستيعابها .. وهنا يكمن الفرق ( لا بل والخطورة ) بين ما ينشره الدكتور القطامين الى المواطنين في الفيديوهات ذات الطبيعة الاقتصادية تحديدا ، بلغة سهلة وسلسة وبسيطة وواضحة جدا ، وبطريقة تجعل المواطن يتابعها ويفهما ويحكم من خلالها على اداء الحكومات والذي غالبا ما يكون حكما سلبيا ، وبين اللغة الاقتصادية الصعبة التي تستخدمها الحكومات للترويج لسياساتها وانجازاتها ، التي حتى وان كانت حقيقية ، الا انها لا تلفت نظر المواطن الذي لن يقتنع بها ولا يعيرها اي انتباه .. مثال ذلك في توضيح هذا الفرق ما بين فيديوهات الدكتور معن وفيديوهات الحكومة الاقتصادية .. هو فيديو ( ضايع طبها ) الذي نشره القطامين مؤخرا وحظي باهتمام الشارع الاردني بسبب لغته البسيطة والسهلة .. وفيديوهات الحكومة عن رؤية التحديث الاقتصادي مثلا ، التي لم تجذب المواطن ولم تقنعه باهدافها ومراميها رغم وجود المئات من الخبراء والمختصين الاقتصاديين الذين يروجون لها ليلا نهارا وفي مختلف وسائل الاعلام .
ان الحكومات التي تخاطب الشارع الاردني بهذه اللغة المعقدة ، محاولة اقناعه بجهودها وانجازاتها وتسويق سياساتها وخططها الاقتصادية في ظل هذه العقدة في لغة التخاطب ، ستحكم على هذه الجهود بالفشل ، وستجعلها خارج اهتمامات المواطن وحساباته في الحكم على ادائها ، مهما كان حجم هذا الاداء او بلغت نوعيته ، طالما تستخدم لغة صعبة في عرض نهجها وسياستها وتمريرها عبر قنوات اقتصادية فنية ومختصة ومعقدة ، يصعب فهمها من قبل العامة .