وطنا اليوم:رفع رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات أسمى آيات التهنئة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بمناسبة الذكرى الواحدة والستين على إنشاء الجامعة الأردنية.
وهنأ عبيدات أسرة الجامعة من أكاديميين وباحثين وإداريين وطلبة، داعيًا إياهم لبذل مزيد من الجهود للارتقاء بالجامعة، والوصول بها إلى مصاف الجامعات العالمية، والحفاظ عليها منارةً للعلم والمعرفة في الأردن والوطن العربي.
إذ صادف الثاني من أيلول الذكرى الحادية والستين على إنشاء الجامعة الأردنية؛ الجامعة التي وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأنها “تجسد مسيرة بناء وعطاء مستمر، ساهم فيها كل الأردنيين بكل عزيمة وإصرار على مواجهة التحديات، وبناء الأردن الحديث القادر على مواكبة العالم ومعطيات العصر الحديث”، الجامعة ذات التاريخ والحاضر والمستقبل المشرف المليء بالعطاء والإنجاز الحضاري.
وفي هذا الوقت من العام، يستذكر الأردنيون بفخر واعتزاز وإجلال الثاني من أيلول من عام 1962، حين أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال مرسوما يوعز بإنشاء هذه المؤسسة التعليمية الكبرى، لتشكل في جوهرها أحد المحركات المهمة لضمان مستقبل أردني واعد بالإنجاز والازدهار والعطاء الإنساني.
وكما تشير سجلات الجامعة، فقد بدأ العمل فيها بحرم يضم مبنيين صغيرين وهيئة تدريسية من ثمانية أساتذة، فقط ثلاثة منهم متفرغون، في وقت استقبلت فيه فوجها الأول المكوّن من 149 طالبًا و18 طالبةً احتوتهم كلية واحدة، هي كلية الآداب، وميزانية متواضعة قُدّرت بـ25 ألف دينار، زيدت في العام نفسه لتصل إلى 50 ألف دينار لا أكثر.
ورغم التحديات والصعوبات المالية والبشرية التي سادت البلاد منتصف القرن الماضي، إلا أن المنجز الوطني الذي تقدمه الجامعة يُعدّ علامة فارقة في تطورها، إذ سارت بوتيرة سريعة متوسّعة في إنشاء الكليات والعمادات والمراكز العلمية والوحدات والدوائر الخدمية، بالتوازي مع إنشاء برامج تعليمية ومشاريع بحثية تستهدف في أساسها خدمة قطاعات الإنتاج في المجتمعات المحلية.
وتتميز الجامعة بنظامها التعليمي المتنوّع في طرح مواد دراسية تلبّي احتياجات السوقين الأردني والعربي؛ فقد وضعت بين أيدي طلبتها خيارات واسعة من البرامج الأكاديمية؛ إذ أتاحت لهم اختيارات تتجاوز 250 برنامجًا أكاديميًّا تقدّمها 24 كلية في مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية التطبيقية والطبية والصحية.
وما يجعل الاحتفاء بالجامعة هذا العام استثنائيا، أنّه قد جاء في طيّاته أكثر إنجازات الجامعة جلبًا للفخر والاعتزاز، ذلك بصعودها إلى مصاف أفضل خمسمئة جامعة في العالم وفقا لتصنيف QS العالمي، في الوقت ذاته الذي حلّت فيه في المرتبة 250 في السمعة التوظيفية، والمرتبة 297 في السمعة الأكاديمية، والمرتبة 264 في معيار توظيف الخريجين وتحفيزهم العلمي.
وأكثر من ذلك، فقد زاد الإنجازَ السابقَ رونقٌ يتمثّل في إعلان الجامعة عن أكبر برنامج إيفاد خارجيّ شهده الوسط الأكاديمي الأردني، بفتح الباب لأزيد من 150 شاغرًا خُصّصت للمتفوّقين من حملة درجة البكالوريوس للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات؛ 40 شاغرًا منها حُدّدت لتخصصات الهندسة والحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بموجب اتفاقية مُوقّعة بين الجامعة الأردنية وجامعة سيدني الأسترالية.
أمّا في البعد الاستراتيجي، فوضعت الجامعة ضمن خططها الطموحة الاهتمام بجودة التعليم لمسايرة العالم الأول، وفقًا لأهداف التنمية التي أقرّتها الأمم المتحدة، في انسجام مع الرؤية الملكية للتحديث، ساعية بذلك إلى زيادة التأثير الذي يحدثه كلّ من البحث العلميّ والبرامج التعليميّة والنشاطات المختلفة المنعقدة فيها، قاصدةً خلق توجّهات جديدة من شأنها تعزيز قيم المحبة والأخلاق والمسؤولية المدنية والشفافيّة وتضمينها في تلك البرامج والنشاطات.
وجديرٌ بما سبق أن يؤكّد حاجة الجامعة للاستمرار في إقامة شراكات فاعلة مع أصحاب الأعمال والصناعة والمال، ما يتيح المجال لنقل الأفكار إلى أفق أوسع، ويسمح بالتفاعل والتعامل مع الشركاء خارج أسوار الجامعات، ليكون لهم دور فاعل في العملية التعليمية والبحث العلمي المؤدي للتنمية والازدهار، سعيًا لتضييق الفجوة بين المنتج الأكاديميّ والبحثيّ، وبين حاجات ومتطلبات السوق والمجتمع محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا