وطنا اليوم: ناقش منتدون مسرحيون متخصصون، مفهوم المهرجانات المسرحية المستقلة وقضاياها في ندوة عقدت اليوم الاثنين في مسرح الموسيقى بكلية الفنون بالجامعة الأردنية، ضمن فعاليات مهرجان عشيات طقوس المسرحية بالتعاون مع منتدى النقد الدرامي.
وتحدث في الندوة التي حضرها عميد كلية الفنون بالجامعة الدكتور محمد نصار، وأدارها عضو منتدى النقد الدرامي وأستاذ الفنون المسرحية في الجامعة الناقد الدكتور عمر نقرش، الناقد والباحث العراقي وأستاذ الفنون المسرحية في جامعة البصرة بالعراق المخرج الدكتور كريم عبود، والكاتبة والباحثة البحرينية الدكتورة جميلة يوسف الوطني، وعضو الهيئة الإدارية للمنتدى الفنان والناقد عماد الشاعر.
ونوه الدكتور عبود في مداخلته بأن المسرح هو طاقة فاعلة بالتأثير والأثر والتواصل، لافتا الى أهمية توضيح مصطلح المهرجانات المستقلة ومفاهيمها ومآلاتها.
وقال إن الثقافة العربية عموما لم تستطع أن تُمنهج الفرق المسرحية المستقلة، مشيرا الى أن هذه الفرق تتشكل بإرادة أشخاص وما تلبث أن تزول وتنتهي فعالية الفرق وبالتالي فعالياتها ومهرجاناتها.
ودعا الى ضرورة أن تُمنهج الفرق والمهرجانات المسرحية المستقلة نفسها بعيدا عن الوصاية الرسمية لا سيما التمويل المالي.
وبين أن المهرجان فعل لهدف واضح يحقق الهدف المركزي للمهرجان، مؤكدا أهمية تخصص الإدارة الثقافية لضمان استمرارية الفعل الثقافي ومن ضمنه إدامة المهرجانات الثقافية بمختلف أشكالها وصنوفها.
ولفت الى أن سوريا أول دولة عربية أولت الإدارة الثقافية أهمية، إذ أنه تخصص أكاديمي يجري تدريسه في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
وقال الدكتور عبود في الندوة التي حضرها أعضاء اللجنة العليا للمهرجان وعدد كبير من طلبة التخصصات الفنية في الجامعة ومهتمون، إن المهرجانات المسرحية المستقلة تفتقد إلى سياسات التمويل، ولا تعرف كيف تأتي بالواردات المالية، داعيا إلى تقديم عروض مسرحية باستمرار على امتداد العام للعرض الواحد (الريبريتوار)، وتؤسس لمهرجانات مستمرة.
من جهتها، أوصت الدكتورة الوطني في مداخلتها بأن لا تضع الجهات الممولة أية اشتراطات على أي عمل مسرحي، لأن ذلك يقتل العمل الابداعي، مثلما دعت أصحاب رأس المال وداعمي المهرجانات إلى توفير الدعم الدوري والدائم وعدم الاكتفاء به موسميا.
وأكدت ضرورة الاهتمام بكتاب النصوص ومعدي محتويات المهرجانات، داعية الجامعات العربية إلى الاعتناء بتقديم الدعم لمنظمي المهرجانات والفرق المستقلة.
بدوره، لفت إلى أن مهرجانات الفرق المستقلة أكثر حرية في اختيار مضامينها وأشكالها الفنية، وأكثر اتساعا بإعطاء الفرص للطاقات الابداعية، وتمتلك الإمكانية على جعل المسرح قادرا على تحقيق عائد مالي من خلال شباك التذاكر.
وتحدث عن مفهوم الاحتراف والحرفة بما تحمل من معاني ومضامين ودلالات، والفرق بين الفريق المسرحي والفرقة المسرحية، مبينا أن الأخيرة تعني بالإنتاج والعرض والعمل المؤسسي المستمر.
ولفت إلى أن الفرق المسرحية المستقلة هي التي أثرت على تطوير الحركة المسرحية في القطاع العام، مستشهدا بتاريخ الحركة المسرحية أردنيا، إذ نشأت العروض والمهرجانات المسرحية كفرق مسرحية مستقلة.