وطنا اليوم: قالت شخصيات سياسية وحزبية وبرلمانية ورؤساء جامعات، إن تمكين الشباب بالتشريعات الناظمة للعمل السياسي والبرامج العملية للأحزاب، يضعهم أمام مسؤولياتهم للمُشاركة في الحياة السياسية، لتقرير مُستقبلهم وتحقيق طموحاتهم.
وأضافت أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، على اختلافها، تُشكل المحطة الأولى للبلوغ الفكري والسياسي لدى الشباب، مؤكدين أن الإرادة السياسية العُليا مُتوفرة بشأن عملية التحديث السياسي برمتها، وعلى رأسها العمل الحزبي.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظمه مُنتدى السياسات العامة، بعنوان “تمكين الشباب الجامعي من الثقافة الحزبية”، برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، في قاعة المدينة الرياضية بمدينة الحُسين للشباب، شارك به أمناء عامون لعدد من الأحزاب، وشخصيات سياسية وبرلمانية، ورؤساء جامعات وعمداء شؤون طلبة، وطلبة جامعيون، بهدف إيجاد أرضية مُشتركة بين الجامعات والأحزاب، لتفعيل مُشاركة الشباب في العمل الحزبي، خلال الفترة المُقبلة، تمهيدًا للمُشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.
وقال محافظة، خلال اللقاء الذي أداره مُدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) السابق الزميل فايق حجازين، إن نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية في مؤسسات التعليم العالي، نظام فريد من نوعه يترجم توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية على أرض الواقع ويحفز بيئة العمل الحزبي، ويؤكد جدية الدولة الأردنية ومضيها قدمًا في تنفيذ مُخرجات عملية التحديث السياسي.
وأضاف، أن النظام يُحفز العمل الحزبي في مؤسسات التعليم العالي، موضحًا أن الوزارة عممت على رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الجامعية بضرورة تعديل الأنظمة والتعليمات لتتوافق مع أحكام النظام.
وأكد حرص “التعليم العالي” على توفير بيئة خصبة لجذب الطلبة للمُشاركة الفاعلة في الحياة الحزبية داخل الجامعات، قائلًا إن أمام الطلبة فُرصة ذهبية ليكونوا جزءًا من صناعة المُستقبل السياسي في المملكة.
وأشار محافظة إلى أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، على اختلافها، تُشكل المحطة الأولى للبلوغ الفكري والسياسي لدى الشباب، مؤكدًا أن وزارة التعليم العالي تبذل كل جهد مُمكن لتمكين الشباب الجامعي من الثقافة الحزبية، و كان آخرها إطلاق مشروع تعزيز مُشاركة الجامعات في العمل الحزبي.
وأكد “وجود بعض القيادات الجامعية لديها تردد في العمل الحزبي.
وقال إنه يجب التفريق بين العمل الحزبي والطلابي، فالطلبة الحزبيون مُخولون بتنظيم الأنشطة الحزبية، مؤكدًا أن هُناك تسهيلا وتشجيعا لطلبة الجامعة للمُشاركة في الأنشطة الحزبية، والقانون يؤكد ضرورة عدم التعرض لأي طالب حزبي.
وأوضح محافظة أن وزارة التعليم العالي “ليس لديها موقف ضد إجراء انتخابات اتحاد طلبة الجامعات، “فذلك أمر متروك ويخص الجامعة وحدها، فهي من تُقرر ذلك”، مؤكدًا في الوقت نفسه “أن الجامعة مُلزمة بإجرائها”
بدوره، قال رئيس مُنتدى السياسات، المُهندس فلاح العموش، إن دعم جلالة الملك عبدالله الثاني للدور الفاعل والمُهم للشباب، للانخراط في الحياة السياسية للدولة الأردنية في مئويتها الثانية، يدفع الجميع للتعاون والتكامل بين كُل المؤسسات الرسمية ومؤسسات المُجتمع المدني لتحقيق هذه الأهداف.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يجمع الجامعات الحاضنة العلمية للشباب، والأحزاب الحاضنة السياسية لهم، بهدف تمكينهم من المُشاركة الفعالة في العمل الحزبي لتحقيق الطموحات السياسية والاقتصادية المُستقبلية للأردن.
وأكد أن تمكين الشباب بالتشريعات الناظمة للعمل السياسي والبرامج العملية للأحزاب، يضعهم أمام مسؤولياتهم للمُشاركة في الحياة السياسية لتقرير مُستقبلهم وتحقيق طموحاتهم.
بدوره شدد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، المهندس مُراد العضايلة، في مُداخلته باللقاء على ضرورة انخراط الجميع في الحياة السياسية والحزبية والديمقراطية، مُتسائلًا في الوقت نفسه حول أسباب “غياب” مجالس اتحاد طلبة الجامعات.
وقال إن الجامعات هي البيئة التي تُخرج قيادات حزبية اجتماعية، مشيرا إلى أهمية عدم التمييز بين الطلبة على أساس انتماءاتهم الحزبية.
من جهته، قال أمين عام حزب الائتلاف الوطني، النائب السابق مُصطفى العماوي، إن الإرادة السياسية العُليا مُتوفرة بشأن عملية التحديث السياسي برمتها، وعلى رأسها العمل الحزبي، مُشددًا على عدم وجود فوارق أو أي نوع من التمييز تجاه أي حزب.
وأشار العماوي إلى أن العمل الحزبي يواجه تحديات ومُعيقات، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في تعليمات النظام الحزبي في الجامعات، كونه ما يزال هُناك تخوف يلازم بعض الطلبة تجاه العمل الحزبي.
من ناحيته، أكد أمين عام حزب إرادة، وزير العمل السابق، نضال البطاينة، أهمية أن تقف إدارات الجامعات وأصحابها على مسافة واحدة من جميع الأحزاب.
ودعا إلى ضرورة أن لا تفرض إدارات الجامعة على أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية الانضمام لحزب أو دعمه، وأن تبقي أبوابها مفتوحة لجميع الأحزاب دون استثناء لتقدم للطلبة برامجها وأفكارها.
بدورهم، تطرق رؤساء جامعات: اليرموك الدكتور إسلام مساد، والعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد السالم، وآل البيت الدكتور أسامة نصير، إلى دور الجامعات في زيادة المُشاركة السياسية للشباب، مؤكدين ضرورة إزالة أي عوائق ضد هذا التوجه.
وقالوا إن العملية السياسية، تتم تدريجيًا، خصوصًا بشأن زيادة مُشاركة الطلبة، في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، في العمل الحزبي والسياسي.
وأكدوا أنهم سيعملون بكُل ما أوتوا من قوة من أجل إزالة كُل المُعيقات والتحديات التي تواجه الشباب، داعين في الوقت نفسه الأحزاب إلى ضرورة أن تُقدم برامج مُقنعة للشباب، بحيث تكون أحزاب برامجية جاذبة للعمل الحزبي.
إلى ذلك، استعرض الحضور التحديات التي تواجه الأحزاب، لتمكين الشباب من المُشاركة في الحياة السياسية والحزبية، مؤكدين أن بعض الجامعات ما تزال غير مُتعاونة مع الأحزاب لزيادة مُشاركة الشباب بالعمل الحزبي، انسجامًا مع منظومة التحديث السياسي.
وشددوا على ضرورة أن يكون هُناك تعاون حقيقي من الجامعات على أرض الواقع، لتمكين الشباب سياسيًا وحزبيًا.