وذكر التقرير بينما الرياض لم تطالب في الماضي بضرورة اتخاذ “خطوة إسرائيلية واضحة تجاه الفلسطينيين”، فقد تدخل الملك سلمان، الذي تخلى بشكل عام عن سيطرة كبيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في المناقشات بشأن اتفاق محتمل لضمان إدراج تحفظه، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه للصحيفة.
وفقا للتقرير، تفهم إسرائيل أن السعودية لن تكتفي بوعد من نتنياهو بأنه لن يضم الضفة الغربية، بل ستطلب بدلا من ذلك “اتخاذ إجراء مهم وملموس على الأرض”.
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الخطوات من غير المرجح أن تحظى بموافقة العناصر اليمينية المتطرفة في حكومة نتنياهو، وأن الضغط في مثل هذا الاتجاه قد يؤدي إلى انهيارها.
وبحسب التقرير، أعلن قادة المعارضة أنهم لن ينضموا إلى ائتلاف مع نتنياهو بسبب محاكمته الجارية بتهم فساد، “لكن أسئلة ظهرت في المناقشات مع الأمريكيين حول ما إذا كان القادة سيظهرون ليونة في الموقف إذا كان ذلك يعني إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية”.
وشملت المطالب الأخرى التي طرحتها الرياض، بحسب التقرير، اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، على غرار حلف شمال الأطلسي، بموجبه ستكون واشنطن ملزمة بالدفاع عن السعودية في حال تعرضها لهجوم. وبحسبما ورد، فإن العديد من المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يشعرون أبدا بالتفاؤل إزاء احتمال التوصل إلى مثل هذا اتفاق.
بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض تطوير برنامج نووي مدني، وهو مطلب لطالما عارضته واشنطن وتل أبيب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، قام بزيارة السعودية مرتين في غضون أقل من ثلاثة أشهر، وافترضت الصحيفة أن ذلك قد يكون علامة على حدوث تقدم.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين تواجدوا في جدة يوم الخميس “أعربوا عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية إحراز تقدم حيث يواصل الدبلوماسيون على الأرض محادثاتهم”.
ويوم الجمعة، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه إلى إحراز تقدم محتمل في اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية.
متحدثا لمتبرعين لحملة إعادة انتخابه في عام 2024 خلال حدث في ولاية ماين، قال بايدن “ربما هناك تقارب جار”، دون أن يخوض بمزيد من التفاصيل.
ويوم السبت، أفادت “نيويورك تايمز” أن بايدن لم يتخذ قراره بعد بشأن الرغبة في التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وذكرت الصحيفة أنه خلال زيارة سابقة قام بها ساليفان في مايو، أعرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن استعداده المتزايد للتوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، مما دفع بايدن إلى إطلاق “جهد بأقصى طاقته”.
تحسنت العلاقات الأمريكية مع المملكة مرة أخرى في عام 2022، عندما زار بايدن إسرائيل والسعودية في رحلة لتأمين عدد من التفاهمات مع الرياض، حسبما ذكرت تقارير، بما في ذلك زيادة إنتاج النفط لموازنة أسعار الوقود، وتعزيز التحالف وسط مشاهد جيوسياسية متغيرة في الشرق الأوسط وآسيا.
كما سعت واشنطن إلى الدفع باتفاقية تطبيع بين إسرائيل والسعودية، مع التركيز على الفوائد التي تعود بها مثل هذا الاتفاقية على الأمن القومي الأمريكي.
من جانبه، يسعى نتنياهو منذ فترة طويلة إلى ما يُنظر إليها على أنها اتفاقية تطبيع بعيدة المنال مع السعوديين، والتي وصفها مرارا وتكرارا بأنها إحدى الأولويات العليا لحكومته الجديدة والتي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء كل من الصراع العربي-الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ومع ذلك، حذر المسؤولون الأمريكيون في الأشهر الأخيرة من أن سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وتقدم حكومتها في الإصلاح القضائي قد جعل تأمين اتفاقية تطبيع مع السعودية أمرا مستحيلا، وأدى إلى توتر العلاقات بين تل أبيب وواشنطن.
المصدر: “نيويورك تايمز”