مهرجان جرش.. أعطي الخبز لخبازه

د. حسين العموش
«اعطي الخبز لخبازه» هذه هي معادلة النجاح البسيطة، لأي عمل، لأي نشاط، وكيف إذا كان هذا النشاط بحجم مهرجان جرش.
يحق لنا أن نفخر بأن مهرجان جرش الذي يكمل عامه السابع والثلاثين هذا العام قد أصبح من أهم المهرجانات العربية والعالمية في مجال الفن والمسرح والثقافة.
التراكمية التي واصلت النجاح تلو النجاح أوصلتنا الى هذا الزخم وهذا التنوع الذي نشهده اليوم لمهرجان نوعي عالمي عربي بامتياز.
دعونا نعترف أن المهرجان مرّ بمراحل من التطور والتحديث والشدّ والجذب، اصابت الإدارات المتعاقبة مرات، واخفقت مرات اخرى، وهذا أمر طبيعي وصحي، ويحدث على مستوى العمل الفردي لتنظيم حفلة صغيرة امام ساحة البيت، لكن الاستمرار في الاخطاء وسياسة العمل الفردي، وطريقة (ابو العريف) لا تنتج ثقافة، ولا تغير الوعي ولا الوجدان الانساني.
النهضة التي تشهدها الثقافة الاردنية في هذه الفترة نهضة واضحة للعيان، في كافة المجالات، وهي نهضة تقودها وزيرة الثقافة هيفاء النجار رئيسة اللجنة العليا للمهرجان، يساندها خيرة الخيرة من ابناء الثقافة، وبتنوع فسيفسائي جميل.
اقولها بصدق، ان عودة مدير عام المهرجان ايمن سماوي الى موقعه مديرا للمهرجان، يمثل اهم ادوات النجاح، الذي نراهن عليه في موسمه المقبل، ذلك انه ابن الصنعة، يحفظ درسه جيدا، ولديه خبرات طويلة في مجال المهرجانات ذات السوية العالية، ينطبق عليه القول: (أعطي الخبز لخبازه).
قبل أيام زرت ادارة المهرجان فوجدت خلية نحل تعمل بجد وحب وتفان، من خيرة ابناء الثقافة، توصل الليل بالنهار، تسابق الزمن ليخرج المهرجان كما هو مخطط له، افرحني هذا الانسجام وهذا التناغم وهذا الحب الذي لمسته من الشباب الاردني الواعد، الذي احب مهرجان جرش وتفانى من اجله ومن اجل وطنه وشعبه.
شكرا كبيرة لادارة المهرجان وللجنود المجهولين وللكادر العامل، ولكل من وضع لبنة نجاح لمهرجان العرب الكبير، المهرجان الذي غير معالم الخارطة السياحية، ووجه البوصلة الى جرش.. التاريخ والجغرافيا والأصالة والفن والثقافة، بالثقافة نصل العالم.. بالثقافة يصلنا العالم وللحديث بقية