“الأردنية” تزف للوطن فوجها الثامن والخمسين

23 يوليو 2023
“الأردنية” تزف للوطن فوجها الثامن والخمسين
وصايا عبيدات للطلبة:
عبيدات للخريجين: ابذلوا ما بوسعكم من أجل رفعة الأردن وازدهاره ومنعته ورفاه أهله
عبيدات: امنحوا مساحةً للعقل، ومثلها للقلب، دون تغول أحدهما على الآخر
عبيدات: لا تستسلموا للشك والحيرة والألم؛ فما ذاك إلا ضجيج وثرثرة وضوضاء لا قيمة لها
عبيدات: فلا تجعلوا الآخر يسرق وقتكم وعمركم
عبيدات: لا تعيشوا في عباءة أحد، فأنت الشخص الوحيد الذي يكتب قصة الحياة التي يعيشها
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) زكريا الغول – اختتمت الجامعة الأردنية اليوم فعاليات حفل تخريج الفوج الثامن والخمسين من طلبتها الذين يقدرون بنحو (10236) طالبا وطالبة.
ووفقا للإحصائيات التي أعدتها وحدة القبول والتسجيل، فان العدد الكلي للطلبة الخريجين بلغ (10236) طالبا وطالبة، منهم 8007 طلاب أنهوا متطلبات مرحلة البكالوريوس  و2229 طالبا وطالبة أنهوا مستويات الدراسات العليا. وقد شكلت الإناث من مجمل الخريجين، على مستويي البكالوريوس والدراسات العليا، ما نسبته (69.33%).
وبلغ عدد الطلبة الدوليين نحو (913) طالبا وطالبة من 62 جنسية أجنبية، منهم 661 طالبا وطالبة أنهوا متطلبات مرحلة البكالوريوس، و252 طالبا وطالبة أنهوا مستويات الدراسات العليا، مشكلين ما نسبته (9.92%) من المجمل العام للطلبة.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات في مستهل كلمته، إن للجامعة الأردنية الحق بأن تفخر بالطلبة اليوم، كما يحق لهم أن يفخروا بجامعتهم التي باتت تحتل مكانًا عليًا بين الجامعات الخمسمئة الأفضل في العالم، تلك المكانة التي جاءت بجهود إدارات الجامعة المتتالية، وتعب أساتذتها ومنتسبيها، وتوفيق الله عز وجل، والتي ستتعزز بجهود الخريجين أيضًا، الذين وصفهم برسل الأردنية للعالم.
وأضاف عبيدات مخاطباً الطلبة أن هذه الأرض عظمت بأيدي آبائكم، الذين رموا بذارهم فيها، متوكلين على الله، حتى صرتم أنفسكم غرسها الطيب الذي نفاخر به الدنيا، أطباء ومهندسين ومعلمين وبناةً، تكملون رحلتهم وسنوات صبرهم المسيجة بالتعب والرضا والصبر.
وعبر عبيدات عن شعوره بالمهابة والفرح والفخر إذ يشاهد هذه اللوحة الرائعة التي يشكل الخريجون أزهى عناصرها وألوانها، وقصتهم التي تشكل عبر السنوات رحلةً لم يكونوا وحدهم فيها، بل شاركهم فيها أمهات وآباء وأصدقاء وطموحات وآمال.
ولفت عبيدات في كلمته الى أن طلبة الفوج الـ58 كانوا الدفعة التي عاشت أوقات الجائحة، والذين طالهم بعض الخوف والقلق وانعدام اليقين بالقادم، مؤكدا أنهم بالعزيمة والإصرار تجاوزوا تلك المرحلة الصعبة، وعادوا إلى الجامعة بعد أن زالت القيود، فأنجزوا المهمة بقوة وعزيمة واقتدار.
ودعا عبيدات الطلبة، وهم يغادرون أسوار الجامعة حاملين سيلًا جارفًا من الذكريات والمشاعر، ألا ينسوا اساتذتهم إذ كانوا في مقام الآباء والأمهات الذين يقسون مرةً لمصلحتهم وخوفًا عليهم، ويلينون مرات أخرى محبةً وأملًا بأن يروهم انعكاسهم الجميل في الحياة، لافتا إلى أنه لا أحد يحب أن يصبح سواه أفضل منه إلا الآباء والأساتذة.
وحث عبيدات الطبلة على ضرورة إعمال العقل وإطلاق العنان للأحلام والطموحات قائلا “امنحوا مساحةً للعقل، ومثلها للقلب، دون تغول أحدهما على الآخر”، مكملًا أنه “سيحتاج كل واحد منكم لاتخاذ قرارات مصيريةً، وبالتأكيد، من سيحدد تلك القرارات هما العقل والقلب؛ فأما العقل فهو أفضل خادم لكم، فعودوا إليه دائمًا، لكن إياكم والغلو في منحه الصلاحيات كلها؛ فالعقل يمارس عليكم سلطة السيد المستبد، أما القلب، فيمنحكم ما فوق السلطة، إنه المذاق الآخر للحياة”.
وفي ختام الكلمة، أوصى عبيدات الطلبة بمجموعة من الوصايا كان أولها: “ابحثوا عما تحبون من عمل في كل مكان، ولا تيأسوا إن لم تبدأوا كتابة الكلمات الأولى من قصتكم، فأنتم تكتبون حروفها بفكركم وجهدكم وإصراركم، وببعض الحظ والتوفيق من الله وحده”.
وثانيها: “فلا تجعلوا الآخر يسرق وقتكم وعمركم، ولا تضيعوا يومًا واحدًا، تعيشون فيه قصة الآخر، ولا تعيشوا في عباءة أحد، فأنت الشخص الوحيد الذي يكتب قصة الحياة التي يعيشها، وما أجمل أن ترويها أنت لأبنائك وأحفادك”.
وثالثها: “لا تستسلموا للشك والحيرة والألم؛ فما ذاك إلا ضجيج وثرثرة وضوضاء لا قيمة لها، واعلموا أن جهلكم بقيود الخوف من الفشل من أجمل الأشياء، واعلموا أيضًا أننا من خيبة الأمل والأخطاء نستمد القوة، فكثيرًا ما تفاجئنا الحياة بأمور ليست بالحسبان، لكن الضربات التي لا تكسر ظهورنا، بل تقويها وتجعلها أكثر صلابةً”.
ورابعها: “مارسوا صنع الأعمال، ابنوا ثروةً وافقدوها، ولا تخافوا من السير في الأراضي الوعرة، واعلموا أن الحياة ليست طريقًا مستقيمًا يبدأ عند نقطة وينتهي عند أخرى، بل فيها تقلبات ومنعطفات لا يمكنكم التنبؤ بها أو السيطرة عليها، ففي الحياة عصور متميزة، وأخرى صعبة، بعضها تراها قادمةً، وأخرى لن تنتبه إليها”.
وحث عبيدات الطلبة أن يبذلوا ما بوسعهم ليسهموا في تطور الأردن الغالي ورفعة أهله ورفاه البشرية، ويبثوا قيم المحبة والمساواة والعدل والحرية في بقاع الدنيا كلها.
وتحدث مقرر لجنة حفل التخريج الدكتور محمد الشريدة أن هذا الفوج أهدى للوطن ثلة من الطلبة حاملين بشرف اسم الجامعة الأردنية، وشكر الشريدة الجنود المجهولين في حفل التخرج الذين عملوا في الميدان بوصفهم خليّة نحل، يؤدون عملاً دؤوبًا متواصلاً، ما يؤكدُ حرصهم جميعًا على إنجاح الحفل، وإظهار الجامعة في أبهى صورها.
إلى ذلك قال نائب رئيس الجامعة الأردنية للشؤون الإدارية الدكتور محمد الشريدة رئيس اللجنة العليا للتخريج إنه مذ كلف واعضاء اللجنة وجميع العاملين في التخريج لم نأل جهدا في سبيل اخراج الحفل بالشكل الذي يليق بالجامعة، قائلا: انتم نعم الموظفون وخيرة الخيرة.
وهنأ الشريدة الطلبة والأهالي داعيا إياهم للبدء في مسيرة بناء الوطن وتعزيز ازدهاره وأن يكونوا عند حسن ظن أساتذتهم وأهليهم.​
وخلال الحفل الختامي كرم رئيس الجامعة (99) طالبا وطالبة، من أوائل الأقسام والكليات والمتميزين والمتفوقين.