د . بسام العموش
نشر الاعلامي فارس الحباشنة في الدستور مقالة تناول فيها لباس المرأة في الصيف وارتفاع درجات الحرارة داعيا” إلى افتاء جديد في مسألة لباس المرأة.
أقول بداية أنني كنت اتمنى ان يكون موقف فارس موقفا” أكثر دقة منسجما” مع العلم الشرعي والواقع البشري والعقلي وبخاصة أنه ينتمي ال عشيرة عريقة من عشائر الأردن كانت ألبسة النساء فيها كبقية عشائر الأردن الثوب والمدرقة والشرش والحطة وهي ألبسة يا سيد فارس قبل طالبان وقبل الوهابية . نعم ليس هناك تفصيل محدد لشكل اللباس الشرعي لأن العرف له دور لكن دون أن يتجاوز على الشرع الذي يطلب من المرأة أن تغطي جسدها ثم لتفصل المجتمعات ما تريد . وكل شعب مسلم يختار ما يراه فالايرانيات المتدينات يلبسن ” الشادور ” ونساء الجزيرة العربية يلبس
” العباءة ” وفي الأردن ومصر من الدول الغربية يلبسن
” الجلباب” وبالطبع انا أتحدث عن المسلمات الملتزمات بالدين . وكل هذه الألبسة لم يصنعها الشيخ كشك ولا الدكتور عبدالله عزام ولا علي الطنطاوي ولا الشعراوي ولا ابن باز رحمهم الله ، بل صنعها الناس ورضيها من رضي وارتداها من ارتداها.
هل المطلوب أن تكون ببغاوات لأزياء باريس ؟! هل المطلوب مرة كشف الساقين ومرة كشف الظهر ومرة كشف الصدر ؟؟ ماذا لو جاءت موضة مستوردة لتقول ان لباس الصيف هو البكيني فهل تقبل يا فارس هذا لمحارمك ؟ ومن هي النساء اللاتي شكت إليك من اللباس الشرعي الذي لا يتناسب مع الصيف كما تدعي ؟! . ألا يقول لنا المتنبئ الجوي : عدم التعرض لأشعة الشمس ؟! كنا نريد منك الدعوة لتغطية الجسد كي لا تحرقه الحرارة وأشعة الشمس .
والعالم أمامنا ورأينا ونرى آثار التعري والتكشف والعبث بأحاسيس المراهقين من الجنسين . اللباس الشرعي عفة وطهارة والتزام اختارته نساؤنا ومن كان لها رأي آخر فلا أحد يلزمها . إن اللحوم المكشوفة تقع عليها الذباب ولا تصلح لنا . وبناتنا ونساؤنا وأخواتنا لسنا سلعا” رخيصة لكل عين خائنة حذرنا الله منها ” يعلم خائنة الأعين ” ونحن نقرأ القرآن الذي يدعو النساء للستر ” يدنين عليهن من جلابيبهن” ويدعو المرأة للحذر من الطامعين
” فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ”
يا فارس أتمنى أن يكون موقفك موقف الفرسان فجدتي صبحا رحمها الله كانت تلبس الشرش والملفع والمدرقة وحفيداتها يلبسن لباسا” شرعيا” معاصرا” ولم يستمعن لمتطرف ولا لإرهابي حيث صار ذكر هؤلاء مشجبا” وشماعة وكل المعزوفات الممجوجة من طالبان والقاعدة وداعش ودعاة التكفير والتفجير !! أما نحن فأردنيون وعرب ومسلمون وأذكرك وأنت ابن الكرك ماذا كانت تلبس النساء المسلمات والمسيحيات في الكرك ومادبا والحصن وكل مناطق الأردن .
لسنا نعاني من انفصام بل نحب هويتنا ولن نكون أذنابا” .
كلمة أخيرة لك أخي فارس أن تنتبه لما يخالف القرآن وان لا تقف في الخندق المضاد للتعاليم الإسلامية!! وأبشرك بأنك لن تجد من أهل الدين والعلم من يفتي للمرأة بخلع لباسها .