جمعية الجماعة في أعين أهلها وناقديها..( ج ١)

8 يوليو 2023
جمعية الجماعة في أعين أهلها وناقديها..( ج ١)

بقلم الدكتور فراس السيد الشياب

من حق الناس أن يدركوا الحقيقة، ومن الواجب على أي مؤسسة أن توضح نفسها للناس حتى لا يقعوا في اللبس، ويتخذوا مواقف خاطئة بناءاً على المعلومة الناقصة، وكثيرون اليوم هم ممن يمارس العمل السياسي أو يراقبه على الساحة الأردنية عموماً، ومهتمون بما يعني جمعية جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على وجه الخصوص، والناس أمام واقع الجمعية بين أحد ثلاثة؛ أولهم: من لديه معلومة أكيدة ومعرفة دقيقة بظروف نشأة الجمعية وواقعها، وثانيهم: غير عالم بها، وثالثهم: يعلم ولا يريد أن يعلم، حيث أن بعض الكتابات من إخواننا الصحفيين توحي بنقص المعلومة لديهم أحياناً، ولو توجهوا الى قيادة الجمعية بالسؤال قبل كتابتها لوجدوا خيراً كثيراً، ومع ذلك فمن حق الناس عموماً والصحافة خصوصاً أن تقيس أمورها على أرض الواقع، فتجد من المنجز مؤشراً على الوجود والتأثير في الواقع الأردني سياسياً واجتماعياً، وهذا ما سأتناول بعضه في مؤشرات وجود الجمعية وواقعها السياسي اليوم، مشاركاً بذلك إخواني القراء المعلومة طمعاً في تحقيق الأهداف التي ترنو إليها كل مؤسسة.
أولاً: القوننة: حيث عمدت الجمعية لترخيص عملها وممارسة أنشطتها ضمن الواقع القانوني الأردني بما يوفره من مساحة ومرونة عام 2015م. وقد إستثمرت الجمعية هذا الأمر ولا زالت في عقد مؤتمراتها الأربعة مع شخصيات وطنية وازنة وتشاركهم الهم والمسؤولية، وكذلك ملتقياتها على مستوى الوطن، ومشاركاتها وحركتها وبياناتها الوطنية والسياسية، والتشابك مع مؤسسات الوطن المتنوعة، فهم جزء من نسيج هذا الوطن يهتم له ويدافع عنه.
ثانياً: الواقع السياسي، فإن الجمعية تشابكت مع مؤسسات العمل السياسي والوطني، فشاركت بغالب أبنائها من أهل الخبرة في الأحزاب السياسية كما هو معروف لدى الجميع ما عرف بحزب زمزم، ومن ثم إندماجه في حزب الائتلاف الوطني، وهذه خطوة تحسب لها لا عليها في دفع عجلة التوافقية والتشاركية وتبادل المواقع وقبول نتائج الصندوق، للمشاركة الفاعلة في الإنتخابات القادمة وفق رؤية الإصلاح الجديدة للعمل السياسي.
وبعض الناس لا يرى التأثير الكبير إلا إذا كان أفراد الجمعية في دفة القيادة لأي تجمع، وهذا ليس عيباً في الجمعية بل هو من واقع رؤيتها الجديدة، في قبول الآخر، الشريك في العمل السياسي، والدفع به كما تدفع بأبناء التوجه الواحد، وهذه رؤية متقدمة على الواقع السابق الموروث للعمل الإسلامي السياسي الذي يأس الناس منه لإيجاد شراكات حقيقية مع الطيف الإسلامي السياسي. فإذا كان الناقد من أصحاب هذا التوجه فمن حقه أن يستغرب وأن يقول كلاماً لا يرى التأثير – برأيه- إلا بوجود أبناء ورموز الجمعية في دفة القيادة.
لا أكتم سراً إذا قلت أن أبناء الجمعية تنافسوا مع غيرهم داخل حزب الائتلاف ولم تفلح محاولتهم، وتقدم عليهم المنافس مع تنازل أبناء الجمعية عن المنافسة لصالح الأمين العام وصالح التوافق العام، رغبة في أن يكونوا مشاركين في صناعة المشهد السياسي بفاعلية خلال تواجدهم في الصف الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأول، إذ أن العمل السياسي كما هو كل عمل جماعي لا بد فيه من قيادة وأفراد. وفي ذلك لم تتدخل قيادة الجمعية في توجيه الإنتخابات وتركت لأبنائها في الحزب تقدير المصلحة وإتخاذ الموقف المناسب ثقة بخبرتهم وحرصهم على مصلحة المؤسسة الحزبية. وقد بنى أبناء الجمعية تحالفات مقدرة مع التكتلات الموجودة في كل فرع لبناء توافقية سعوا اليها جاهدين، فلما لم تفلح استطاعوا أن يكونوا كما وعدوا وفازوا مع شركائهم في القوائم المتفق عليها، وما إنتخابات فرع أربد لحزب الائتلاف عنكم ببعيد؟!!
ثالثاً: الفعل السياسي يكون مباشراً أحياناً ويكون غير مباشر أحياناً أخرى، وكلاهما مقصود، فقد ساهمت الجمعية ولا زالت تساهم بخيرة أبناءها ممن هو معروف لدى القاصي والداني وهم والحمد لله كثير والقائمة فيهم تطول في أبناء الجمعية المشاركين الفاعلين لتقديم الفعل المباشر وغير المباشر للفعل السياسي والاجتماعي و العمل الخيري على شتى الصعد في الواقع الأردني وكلهم قامات مقدرة لها احترامها وتقديرها ممن عرفهم الناس وخبروهم، وهم بين كونهم في الصف الأول فيمن يدير مؤسسة وطنية أو في الصف الثاني فيمن يساهم في تحسين نتائجها تعظيماً لمصلحتها رفداً للأردن الوطن الحبيب.
أيها الأخ الحبيب: إن كنت سائلاً فأهلاً وسهلاً بك فمركز الجمعية العام مفتوح وكذلك الشعب الممتدة على ثرى الوطن، وله رقم للتواصل وللجمعية صفحة رسمية تعبر عن وجودها ونشاطها وفكرها، وإن رغبت بالزيارة فيا حيهلا، كل ذلك لأنك حبيب وكل سائل هو كذلك، وليس لدينا إلا الخير الذي نحمله للوطن الأردن والأردنيين.?