وطنا اليوم ـ عربي دولي
قالت افتتاحية لصحيفة تايمز (Times) البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لن يستطيع التراجع عن السياسات، التي نفذها خلفه دونالد ترامب في الكثير من القضايا الرئيسية بالشرق الأوسط، خاصة فلسطين وإيران وسوريا.
وأضافت أنه من المرجح أن يلتزم بايدن بسياسات ترامب، ويستمر في الإهمال المتزايد للمنطقة، والتركيز على التحديات الأخرى.
وأشارت إلى أنه بعد أن أصبحت أميركا قادرة الآن على إنتاج كل النفط الذي تحتاجه، لم يعد الشرق الأوسط يحمل الأهمية الإستراتيجية نفسها، ولن يكون قادرا على الإصرار على أي دور أميركي في المأزق السوري أو مواجهة النفوذ الروسي والصيني المتزايد في المنطقة.
وحول انجازات ترامب في المنطقة سردت الصحيفة ما اعتبرته إنجازات ترامب في المنطقة، ومنها إعادة تأكيد الالتزام الأميركي بأمن السعودية والخليج برفض الاتفاق النووي الإيراني، وتشديد العقوبات على طهران، وتحقيق ما وصفته تايمز بالانتصار الدبلوماسي النادر بفتح علاقات رسمية بين إسرائيل ودولتين خليجيتين، البحرين والإمارات.
ونتيجة لذلك، تقول الصحيفة، ستواجه إدارة بايدن شكوكا وعداء من بعض الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة إذا حاولت، كما اقترح الرئيس المنتخب، إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت إلى أن هناك شيئين يجعلان هذا الإحياء أكثر صعوبة: أولا، استئناف إيران بالفعل برنامجها النووي، وإصرار المتشددين في طهران، الذين لهم اليد العليا، على أنه لا يمكن الوثوق بأي إدارة أميركية، وثانيا، نظرة العالم العربي إلى إيران على أنها التهديد الأكبر.
وفي القضية الفلسطينية، تقول تايمز، سيجد بايدن أن العالم العربي لم يعد يركز على هذا الأمر؛ بل يريد التزاما أمنيا أميركيا تجاه الخليج، ومراجعة المحاولات الأميركية لفك الارتباط عن المنطقة، وإظهار القوة العسكرية في الشأن السوري. وأشارت إلى أنه لن يستطيع نقل السفارة الأميركية من القدس.
واستمرت الصحيفة تقول إن إدارة بايدن ستتعرض لضغوط داخلية لاتخاذ موقف أكثر صرامة من السعودية بشأن حربها في اليمن، وكذلك مواجهة تركيا بشأن تدخلها في ليبيا، ومواجهتها مع اليونان، وقرارها شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-400” (S-400) .
ومع ذلك، تقول افتتاحية تايمز إن المشاكل ستتفاقم في المنطقة: فمن غير المرجح أن يعود ملايين اللاجئين السوريين من دول الجوار إلى بلدهم المدمر، وستستمر الحرب الأهلية منخفضة المستوى في ليبيا، وستستمر الأزمة الاقتصادية في لبنان، والمجاعة والمرض في اليمن، والمأزق السياسي في الجزائر، والقمع في مصر، مع إبقاء أوروبا على مسافة حذرة، وستستمر روسيا في سعيها إلى جني الفوائد، وقد يبدأ “التطرف الإسلامي”، الذي ما زال قويا تحت الأرض، حشد أتباعه ويبدأ حملة جديدة من الفظائع.