المملكة المتحدة رسمياً خارج الاتحاد الأوروبي

1 يناير 2021
المملكة المتحدة رسمياً خارج الاتحاد الأوروبي

وطنا اليوم – خرجت المملكة المتحدة الخميس نهائيا من الاتحاد الأوروبي بعد أربع سنوات ونصف سنة من مسلسل بريكست الطويل والمليء بالتحوّلات، وفتحت صفحة جديدة من تاريخها وسط أزمة كبيرة تشهدها البلاد.

 

فبعد نصف قرن من الاندماج ضمن الاتحاد الأوروبي، وعند الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينيتش (منتصف ليل الخميس الجمعة في بروكسل) وعلى وقع ساعة بيغ بن، أصبح بريكست واقعا بمفعول كامل بعدما خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير الماضي لكنها اعتمدت مرحلة انتقالية لتخفيف تبعات هذا القرار.

بوريس جونسون: خروج المملكة من السوق الأوروبية الموحدة يشكل “لحظة رائعة” والبلاد ستكون ” “مفتوحة وسخيّة ومنفتحة على الخارج”

 

 

 

واعتبارًا من 1 كانون الثاني/يناير، تتوقّف البلاد عن تطبيق قواعد الاتّحاد الأوروبّي.

 

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس أن خروج المملكة من السوق الأوروبية الموحدة يشكل “لحظة رائعة”، مؤكدا أن بلاده ستكون “مفتوحة وسخيّة ومنفتحة على الخارج”.

 

وقال في كلمته لمناسبة حلول السنة الجديدة “إنها لحظة رائعة. باتت حريتنا بين أيدينا، ويعود الينا أن نستفيد منها الى أبعد حدود”.

 

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في كلمته الى الفرنسيين الخميس لمناسبة حلول السنة الجديدة أن المملكة المتحدة تبقى “صديقتنا وحليفتنا” رغم خروجها من الاتحاد.

 

وقال إن “بريكست هذا كان ثمرة التململ الأوروبي وكثير من الأكاذيب والوعود الزائفة”، مؤكدا في ما يتعلق بفرنسا أن “مصيرنا هو أوروبي أولا”.

 

وفي مدينة دوفر الساحلية الواقعة في جنوب شرق بريطانيا والتي سيكون ميناؤها في الصف الأمامي للتبادلات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، تختلط مشاعر السكان بين الأمل بحقبة جديدة من الازدهار والخوف من الاضطرابات مع تشكّل طوابير طويلة من الشاحنات في المنطقة.

 

وأكدت المتقاعدة مورين مارتن “الأمور ستكون أفضل، علينا أن ندير أمورنا بأنفسنا”.

 

واعتبر آرون كينير العاطل من العمل “أعتقد أن الأمر سيولّد ضغوطا للجميع”، مضيفا “لكنّي آمل أنه في نهاية المطاف سنبقى كلنا متّحدين وسنتدبر أمورنا”.

 

لكن كيرك هيوز الذي يعمل في قطاع المعلوماتية ابدى “بعض التوتر”، متوقّعا أن “تمتد المرحلة الانتقالية أسابيع”.

 

ويجنّب الاتفاق الذي وقّع في ربع الساعة الأخير انفصالا غير منظّم لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبي مع ما يمكن أن يحمله من تداعيات مدمّرة على الاقتصاد، إلا أن حرية التنقل التي كانت تسمح للسلع والأفراد بالتحرك من دون عوائق، ستنتهي.

 

وستواجه شركات التصدير والاستيراد معضلة الإجراءات الجديدة كما يمكن ان تؤخر تدابير التفتيش نقل البضائع عبر الحدود.

 

وستخسر الشركات العاملة في مجال الخدمات المالية وهو قطاع رئيسي في لندن، حقها في عرض خدماتها بشكل تلقائي في الاتحاد الأوروبي وعليها أن تفتح مكاتب في الدول الأعضاء لتتمكن من العمل فيها. وستستثنى الجامعات البريطانية من الآن وصاعدا من برنامج “إيراسموس” لتبادل الطلاب.

 

– “يوم حزين” –

 

منذ استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016 الذي فاز به مؤيدو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بنسبة 51,9 %، تعاقب على حكم المملكة المتحدة ثلاثة رؤساء وزراء وسُجّلت نقاشات برلمانية عاصفة وطويلة فيما أرجئ موعد الانسحاب ثلاث مرات.

 

وبسبب هذه العملية الشاقة، لم تُنجَز المفاوضات الصعبة للتوصل إلى اتفاق للتبادل الحر بين لندن وبروكسل إلا عشية عيد الميلاد.

 

ورغم إقرار النواب البريطانيين النص الأربعاء، فإن النواب الأوروبيين لن يقروه إلا في الربع الأول من 2021 ما يتطلب راهنا تطبيقا موقتا.

 

وعلّق وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون في تصريح لشبكة “ال سي اي” الفرنسية “إنه بلد يغادر الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى منذ أكثر 45 عاما من العيش المشترك (…) لكن يجب التطلّع إلى المستقبل” رغم هذا اليوم “الحزين”.