أبوعربي إبراهيم أبو قديري
من سوء الطالع، ومن نكد الدنيا، أن يمتطي صهوات
الأمور أغرار أو أشرار لأنه
لا فرق في الخيبة والفشل
كنتائج حتمية في هذه الحالات.
والأصل في حال اجتماع الفشل مع حسن النوايا أن
يعتذر الفارس عن هذه الكبوات، وأن يعترف بتواضع
قدراته المحدودة وقصورها
أمام المهام الوطنية الجسيمة
غير أن المكابرة والعناد عنده
تحولان دون الاعتراف بهذه بالحقيقة؛ إرضاءً لمعاناة
نفسية لديه،.. وليت سلوكه
المريض يتوقف عند هذا
الحد.
ولكن الأغرب من ذلك أن
يشتم أمتَنا أولئك الخيّالة
والفرسان المزيفون، وأن يتهموا الشعب بالعمى لأنه
لم يبصر إنجازاتهم المزعومة
التي حرمه من رؤيتها غبارُ
خيولهم، تماما كما حرم أولئك الفرسان عنادهم من رؤية فشلهم، كحال من يضع كفه
بين عينيه وبين الشمس…
فينكر وجود الشمس في عز الظهيرة؛ لأنه هو لا يراها، أو لا يريد أن يراها…!