فوز الفلسفة رغم أصحابها

19 يونيو 2023
فوز الفلسفة رغم أصحابها

بقلم:ذوقان عبيدات.
ألغت وزارة التربية الفلسفة عام ١٩٧٦. لم نسمع باعتراض أحدٍ مع أن الوضع الاجتماعي لم يكن سلبيًا، فخسر “الفلاسفة ” الجولة الأولى!استيقظت الفلسفة سنة١٩٩٢، وقررت الوزارة إعادة الفلسفة، فشل “زعيمها” في تأليف كتاب، فخسرت الفلسفة الجولة الثانية.قام انتهازيون فحولوا المادة إلى ثقافة عامة
تتحدى الفلسفة لصالح ثقافة دينية ، فخسر” الفلاسفة ” الجولة الثالثة.قررت الجامعة الأردنية برئاسة عزمي محافظة سنة ٢٠١٦ إعادة الألق إلى الفلسفة كمتطلب جامعة فكسبت الفلسفة نقطة قوية، لكنها ظلت محصورة بالجامعة الأردنية فلم تجرؤ أي جامعة و ” تنعدي “من الأردنية، ربما بسبب انتشار الثقافة الداعشية وتعشيشها في مجتمعنا ، وبسبب جبن رؤساء الجامعات الأخرى .
وفي سنة٢٠٢٢ قرر المجلس الأعلى للمركز الوطني للمناهج برئاسة عزمي محافظة إقرار تدريس الفلسفة في المرحلة الثانوية بكتب مستقلة ، ولبقية الصفوف بشكل مفاهيم عابرة للمواد! وهكذا استعادت الفلسفة ذاتها بقبلة حياة!
وبذلك يمكنني استنتاج ما يأتي:
١-لم تنتج الفلسفة أسماء أردنية كبيرة باستثناء د فهمي جدعان
الذي ألف العديد من الكتب الفلسفية والفكرية العميقة، و د أحمد ماضي والذي لم أقرأ له والدكتوران همام وهشام غصيب .
٢-نهضت الفلسفة بجهود غير “فلسفية ” وكانت تكبو بجهود
أصحابها في كل مرة. لم أرَ مهتمًا
بعودة الفلسفة مثل د توفيق شومر الذي بذل جهودًا كثيرة سعيًا لإعادة الفلسفة-حتى لو لم تثمر جهوده-!!!لكنه كان مناضلًا فلسفيًا!
٣-شكل د عزمي محافظة لجنة لتأليف كتابي الفلسفة برئاسة د توفيق شومر ، وكلي رعب أن لا تسفر عن كتب سلبية تدفن الفلسفة ، فقد اعتادت الفلسفة في الأردن على الموت بأيدي أصحابها ليس جهلًا بل حماسة!!
يمكن الآن ملاحظة ثلاث ظواهر إيجابية لصالح الفلسفة:
-حماسة د نذير عبيدات لبعث الأنشطة الفلسفية في الجامعة الأردنية ، فقد حضرت برعايته
أربعة أنشطة فلسفية في عام واحد!
-نشاط أسبوعي واضح للجمعية الفلسفية الأردنية لنشر الثقافة الفلسفية ،
-نشاط واضح لِ د أحمد ماضي
في إدارة نشاط فلسفي أسبوعي
في مركز تعلم واعمل.
وبرأيي، وأرجو أن لا”يزعل” أحد
حين أقول: لم ينجح أحد في جعل الفلسفة نشاطًا عامًا، فجمهور الفلسفة هم ” الفلاسفة ” أنفسهم، فكأنهم يروّجون للفلسفة بين أصحابها، فالفلسفة في بلادي كالأحزاب العقائدية لم تنجح في الوصول إلى الشباب!!
والتحدي الأكبر: هل اختار د عزمي محافظة الفريق المناسب لإدارة تدريس الفلسفة ؟؟
أتمنى ذلك وليس كل ما أتمناه أدركه!!! فمؤلفو الكتب العادية
-برأيي- أعدّوا كتبًا دون الطموح
فمابالك بالفلسفة؟ هل سيؤلفون كتبًا لأجدادنا أم لأبنائنا وأحفادنا؟
وهل أضعف عزمي محافظة ما بناه في”الفلسفة ” بخياراته!!!