رد على اللذين يشككوا او ينتقصوا بمشروعية الدوله الاردنيه كتعبير صادق عن رغبة و نضال ابنائها

13 يونيو 2023
رد على اللذين يشككوا او ينتقصوا بمشروعية الدوله الاردنيه كتعبير صادق عن رغبة و نضال ابنائها

د. ياسين رواشدة

هناك تزوير تاريخي يتكرر حول ماهية قيام الدوله الاردنيه الحديثه. وبما ان الكذبه عندما تتكرر عشر مرات تصبح عند الكثيرين حقيقه فلابد والحالة هذه ان نتصدى للرد على هذه الكذبه الشائعه وبالحجة والدليل ونصحح هذا الدجل التاريخ.
ولدحض كذبة أن ،،الانجليز اسسوا الاردن،، وليس كما هو حقيقة ان زعماء الاردن واهلها هم اللذين اسسوا دولتهم هذه..فلابد من الاشارة الى ان الاردن استانف دوره السياسي نتيجة نضال ابنائه في حقبة من التاريخ الحديث ضمن الظروف والإمكانات المتوفره مثلها مثل بقية الدول العربيه في الجوار. ان لم تكن اكثر مشروعية واصالة…من العديد منها.
قام الاردنيون المؤسسون بالتعبير عن حقهم في السيادة الوطنيه لهذه الارض عبر ثلاث مؤتمرات وطنية عامه شارك فيها ممثلو جميع المناطق والمكونات الاردنيه .
اهم تلك المؤتمرات الشعبيه التي جاءت ك رد فعل على حالة انهيار الدوله السوريه المشتركه..حيث تداعى زعماء الاردن فور ذلك بالتواصل والعمل لعقد مؤتمر عام يبحث فيه الاردنيون باسلوب تشاوري مستقبل وطنهم.ضمن الظروف الجديده.
وكان مؤتمر ام قيس في ٢ ايلول عام ١٩٢٠ اي في ذات اليوم الذي تحركت القوات الفرنسيه من بيروت متجهة لاحتلال دمشق وانهاء الدوله العربيه السوريه.اي في ذات الوقت تماما..فس ردة فعل و رؤيا سياسية ثاقبه بان لا يحدث فراغ في السلطه والدوله العربيه السوريه التي كان الاردن جزء منها..
كان الاردن جزء من دوله سوريا( الكبرى) التي جاءت ممشروع وحدوي وطني نتيحه نضال ابناءها ضمن،، الثورة العربيه الكبرى،، .
و عندما احتل لاستعمارالفرنسي عاصمه المملكه. قام الاردنيون( جنوب سوريا) بالدعوة لتأسيس اماره خاصه بهم..للاسراع لحماية البلاد وضمان أمنها وسلامتها. انشاءوا إدارة محليه في ثلاث الويه لمليء الفراغ :
في الشمال والوسط والجنوب وكان لكل منها حاكم اداري من ابناءها..
الأمير عبدالله عندما جاء في تشرين ٢عام ١٩٢٠ جاء لغرض الحشد لتحرير دمشق.. لكن الاستعمار الذي وضع خطه سايكس بيكو وراء ظهر العرب منع الأمير والجيش المحدود العدد الذي كان معه من الوصول الى دمشق فاستوقفه الفرنسيون والانجليز عند درعا..
وتبعا لذلك دعا زعماء الاردن الامير عبدالله لادارة اقليم الاردن لعلهم ضمن ظروف جديده من العمل لاستعادة الوطن السوري كاملا بالوسائل الممكنه( سلميا ان لم يتمكنوا عسكريا) .اي ان الامير عبدالله وجد أمامه في الاردن سلطة محليه وحكاما اداريين ووعيا وطنيا وقوميا ناضجا.
ا تفق الامير مع زعماء البلاد ليكون الاردن قاعدة انطلاق لتحرير سوريا الكبرى..اي استعادة المملكة السوريه-
ولما لم يسمح المستعمر الانجليز -فرنسي بذاك مستخدما القوة..كان لابد من التوجه لايجاد البدائل الى بناء الدوله الوطنية الاردنيه ولذا اسس اجدادنا مع الامير مملكتنا.. وبالتوافق و والاحترام لرأي الأردنيين.ضمن نظام دستوري تم الاتفاق عليه.. حيث تاسست دعائم المشاركه الشعبيه وقيام مؤسسات الدوله . واهمها -مجلس نواب منتخب ومنذ عهد مبكر ..في بداية الثلاثينات.
.وظل البلد يتطور ويناضل بالوسائل المتاحه الممكنه..حتى انتزع الاستقلال في أيار ١٩٤٦..
حصل اعلان الاردن مملكة مستقله في حين رفض حكام سوريا الجدد الوحده مع لبنان و فلسطين ومع الاردن..
حكام سوريا ولبنان رفضوا الوحده بعد ان استقلوا ..
وهكذا ظهرت الدول القطريه المستقله او لنقل المتقوقعه على حالها .واحيانا المعاديه لجارتها وشقيقتها..
اما عن لقاء الأمير عبدالله والوزير البريطاني تشرتشل فب القدس فقد جاء بطلب من تشرتشل نفسه إلى الشريف حسين ليوعز لابنه عبدالله المجيء الى القاهرة للقائه لكن الامير رفض ترك القوة التي جاءت معه من الحجاز(٨٠٠ مقاتل+ الف مقاتل من قبائل جنوب الاردن وبادية سوريا) واتفقوا اخيرا ان ياتي تشرتشل الى القدس وان يلتقي بالامير هناك.
وهكذا زار الامير القدس وبصحبته وفد من ١٦ شخصية( اردنية وسوريه وفلسطينيه ولبنانيه من بينهم عوني عبدالهادي الذي عمل مترجما للوفد)وقد عرض تشرتشل مخاوفه من ان يقوم الامير بالحشد للهجوم على سوريا مما ،،يزعزع الامن،، في المنطقه وبان فرنسا حذرت بانها سترد بقوة ولن تسمح باختراق اية اراض شمال درعا وان بريطانيا كحليفة لفرنسا ( وللعرب) لن تسمح بتعكير ،،الامن،، هناك.
عرض الامير بان الدوله السوريه كيان شرعي ووحدتها مطلب الشعب وانه جاء ،،كوكيل للملك فيصل المعزول لاستعادة سلطه عربية شرعيه…لكن تشرتشل حذر بان ليس كل السوريين متفقين على ذاك .فعناك سوريين ولبنانيين يؤيدون فرنسا!!..وبان اي عمل عسكري من جانب الامير والاردنيين ييكون عمل انتحاري !!.وبان بريطانبا تنصح( تحذر) بان يبدل الامير خطته العسكريه الى خطه سياسيه ويسعى لتوحيد سوريا بالوسائل السياسيه.لان العسكريه غير ممكنه والا سيواجه قوة فرنسيه بريطانيه مشتركه..وبعد مشاورات الامير والوفد المرافق توصلو الى اتفاق بالعدول- مؤقتا- عن الخيار العسكري..لتحرير دمشق والتوجه للوسائل الاخرى لدعم المقاومه داخل سوريا ..ولكي يضمن تشرشيل تنفيذ الاتفاق اعطى مهلة ستة اشهر ليرى ماذا كان الامير وفريقه سيلتزموا ويتوقفوا عن ارسال المتطوعين والسلاح الى داخل سوريا.. وهكذا كان..
وهناك روايات وقصص خياليه مزوره عن لقاء الامير وتشرتشل تدحضها مذكرات المشاركين في اللقاء اضافة لمحتوى الارشيف البريطاني الذي اطلعت عليه ايضا.
وهكذا توجه الامير وقادة البلاد الاردنيه والسوريه الى العمل لتثبيت اركان امارة الاردن لتكون قاعدة (سياسيه)لتحرير كامل سوريا. فجاء قادة حزب الاستقلال السوري وغيرهم وساهموا في تدعيم اركان الدوله العربيه الاردنيه.
لذلك كان قيام حكومات اردنيه بوزراء خليط من جميع الاقاليم السوريه كان بقصد اعطاء رمزية للوحده السوريه .فكان تكليف رشيد طليع اللبناني بتشكيل اول حكومه ووزراء من جميع الاقاليم( سوريا وفلسطين والاردن ) هو لاعطاء التوازن المناطقي السوري البعد السياسي التمثيلي المطلوب ..
لم يتوقف الاردن عن دعم ثوار سوريا وما كان لجوء سلطان باسا الاطرش والثوار معه الى الاردن خلال الثلاثينات وما بعدها الا تعبير على هذا الدعم المادي الفعال للاشقاء السوريين.
لكن بعد جلاء القوات الفرنسيه عن سوريا في ١٧ نيسان ١٩٤٦..
واعلان تحرير سوريا رفض قادة سوريا الجدد اقامة او اعادة دولة الوحده السوريه كما اصر اللبنانيون على تاسيس دوله مستقله..
وهكذا ذهبت جهود الاردنيون الاوائل ومعهم الملك عبدالله ادراج الرياح ليس بسبب معارضه الاستعمار الانجلو فرنسي لكن بسبب الزعامات العربيه المحليه التي ارتضت بالدوله القطريه خيارا لها…
هذه هي حقيقة تاسيس ومسار الدوله الاردنيه الحديثه. تاريخ مشرف للرعيل الاول العظام..