محمد داودية.
في منطقة بارزان بإقليم كردستان العراق تمشي الغزلان بجانبك مطمئنة، لأن الصيد محرّم فيها تاريخياً !!
أسهمت المحميات الطبيعية في الأردن، إسهاماً كبيراً في حماية وحفظ انواع كثيرة من النباتات والطيور والحيوانات والزواحف والحياة البحرية.
وأسهمت في تحسين بيئتنا وتلطيف أجوائنا و حَدَّت من تدهور الموائل الطبيعية، وحفظت التنوع البيولوجي، وأسهمت في إنشاء السياحة البيئية وسياحة المغامرات والتحديات.
بدأ إنشاء المحميات الطبيعية في بلادنا بمبادرة من الملك الحسين عام 1965، فأسس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة برئاسته لإعطائها وزناً ومهابةُ ومصداقية.
لقد بُذلت جهودٌ هائلة لإنشاء المحميات الطبيعية، أسهم فيها على مدى عقود، آلافُ الرجال والسيدات، فأصبح لدينا اليوم اثنتا عشرة محمية طبيعية، علاوة على عزم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إنشاء عدة محميات طبيعية جديدة.
اسهمت المحميات المتوزعة على مختلف أرجاء أردننا الجميل في حماية الطبيعة الأردنية والحفاظ على تكاثر السلالات الحيوانية والنباتية النادرة وحمايتها من الانقراض، كالمها العربي والغزلان والنعام، كما حفظت الغطاء النباتي الأردني الذي يتميز بالتفرد والندرة.
تُعتبر “محميةُ الموجب للمحيط الحيوي” من أجمل وأشهر محميات الأردن، وهي أخفض محمية طبيعية في العالم، إذ تنخفض 410 أمتار عن سطح البحر وتتميز بجبالٍ عالية تتخللها وديانٌ تجري فيها الجداول العذبة وتنتهي بإطلالة رائعة على البحر الميت.
كما تتميز “محمية ضانا للمحيط الحيوي”، وهي أجمل محميات الأردن وأكبرها، بأنها تضم أكثر من 11 ممر مشي لعشاق المغامرات.
كما تتميز محمية ضانا بالتنوع الطبيعي لأنها تجمع الأحياء البرية من قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا، فيَصل ما تضمه من أنواع الحياة البرية والنباتات إلى أكثر من 700 نوع.
لا شك أن الصراع مستمر بين الباني والهدام، بين غارس النبتة صاحب اليد المباركة وقاطع الشجرة القبيح.
يجدر أن نتخيل بلادنا لو لم يُنشئ الملكُ الحسين، الجمعيةً الملكية لحماية الطبيعة، ولو لم تُشِد الجمعية هذه البقاع النادرة الجميلة في بلادنا.
يجدر أن نتخيل تلك الموائل الجميلة لو لم يتعهدها الملك عبدالله بالدعم والمتابعة والرعاية.
هلموا يا قوم إلى زيارة محمياتكم الرائعة.