ما الذي يجري على الشاشات وماقصة الايحاءات في المسلسلات الخليجية؟

30 ديسمبر 2020
ما الذي يجري على الشاشات وماقصة الايحاءات في المسلسلات الخليجية؟

وطنا اليوم –  الطبيعة، أم الذي تراه في أفلام الإنترنت أفضل وأحلى، هكذا كانت كلمات مشهد بإيحاء جنسي جمعت بين سيّدة بالغة، وبين طفل قاصر بعُمر 15 سنة، وهو مشهد زواج مسيار جمع بينهما في العمل، والأخير مسلسل درامي، يتناول قضايا جدليّة، يجري تقديمها لأوّل مرّة، وتحديدًا خليجيّاً، وعلى منصّة “شاهد” التابعة لمجموعة “إم بي سي” السعوديّة.

 

المسلسل الخليجي الذي حمل عُنوان “ضحايا حلال”، يُثير بمُجمله جدلاً، خاصّةً أنه يتناول قضايا مثل زواج المسيار، وغيرها من قضايا حسّاسة للمجتمع السعودي والخليجي، وهي سابقة في الأعمال الدراميّة الخليجيّة، مع دخول السعوديّة عالم الانفتاح من أوسع أبوابه.

 

وعلى خلفيّة المشهد الذي اعتبره البعض خارجاً، ولا يليق بالمجتمع الخليجي، اعتبر مغرّدون أن العمل جريء بشكلٍ غير مسموح، وطالب البعض بإيقافه، أما رأي ثالث فذهب إلى المُطالبة بمُحاسبة القائمين على العمل الدرامي.

 

 

 

يُذكر أن العمل من بطولة سناء بكر يونس، خالد صقر، ميلا الزهراني، وغيرهم، وتأليف نور الشيشكلي، وإخراج أحمد مدحت.

 

 

 

ويكون لافتاً، أن المنصّة ذاتها “شاهد” السعوديّة، والذي يُروّج للاشتراك بها المستشار السعودي للترفيه تركي آل الشيخ، تقوم بعرض مسلسل مِصري عربي مُشترك، حمل اسم “نمرة تنين”، ويتناول العمل أيضاً في كُل حلقة حالة الخيانة الزوجيّة، ويجري التركيز بشكلٍ يُثير التساؤلات، حول الحاجات العاطفيّة للمرأة، التي تدفعها للخِيانة، وهي الحلقة التي جمعت نيللي كريم، بعادل كرم، وتحت عنوان “اللي بصير ببيروت، يبقى ببيروت”، ونيللي المِصريّة هُنا كانت تُعاني من حالة جفاء عاطفي، جرّاء إهمال زوجها المِصري لها، وهو وما وجدته عند اللبناني عادل كرم، وذلك فقط خلال 24 ساعة من تواجدها في رحلة تكريم في بيروت، لتعود بعدها إلى حياتها، وزوجها وكأنّ شيئاً لم يكن، وهذا لا يمنع وجود مِثل تلك الحالات في الواقع، ووجوب مُعالجتها، ولكن نظرًا للتوقيت، يتساءل مُعلّقون.

 

 

 

هذا الحُضور لمشاعر المرأة، وفي هذا التوقيت الانفتاحي، يدعو لطرح تساؤلات عن غاياته، بعد أن كانت قضايا المرأة الأساسيّة المُحقّة يَصعُب طرحها على الشاشات العربيّة، واللافت أن حالة الدراما العصريّة هذه، تقودها دول خليجيّة، مع تراجع الإنتاج السوري، والمِصري، لصالح شركات إنتاج خليجيّة، وسيطرة المال الخليجي، على القرار العربي والدرامي، والإعلامي، الذي بات يدفع إعلاميين وطنيين للتخلّي عن مواقفهم الوطنيّة، وتبنّي مواقف أقل وطنيّة، تتناسب مع أموال دول الخليج المُطبّعة، وآخِرهم الإعلامي اللبناني جورج قرداحي وموقفه من التطبيع وتكريمه في السعوديّة، وقبله زميله اللبناني السّاخر هشام حداد، وسُخريته من إصبع أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله، وما أثاره من جدل!