مجزرة للأشجار المعمرة في جامعة اليرموك

29 ديسمبر 2020
مجزرة للأشجار المعمرة في جامعة اليرموك

وطنا اليوم:تواصل ادارة جامعة اليرموك ، مسلسل إلغاء ذاكرة المكان، في حرمها، هذه الذاكرة التي ما ان يذكر اسم اليرموك الجامعة، حتى يستغرق ذهن من نهلوا من علمها بذكرى في ظل غصن شجر، او فضاء وحجر، تجذر وجوده منذ نشاتها عام ١٩٧٦.
بعضها عمرها من عمر الجامعة التي بدأت باستقبال أول أفواجها في عام 1976، منها أشجار نخيل زينة تطاول السماء، وأخرى أشجار زيتون مثمرة معمرة، كانت شاهدة على تاريخ جامعة اليرموك وتطورها وتوالي أجيال طلابها وأعضاء هيئتها التدريسية.
نعم .. كانت ولم يتبقّ منها سوى بعض سيقانها، وارتمت على الأرض بعد أن قامت جامعة اليرموك بمجزرة على مراحل خلال الأسابيع الماضية واليوم، حين عمدت إلى تقطيع هذه الأشجار بحجة إقامة ألواح شمسية مكانها لتوليد الطاقة الكهربائية.
السبب لم يقنع الكثير ممن شاهدوا الصور المؤلمة لتقطيع الأشجار، وتقليص المساحة الخضراء داخل حرم اليرموك .
فلماذا لم يتم المحافظة على هذه الأشجار وعلى تاريخ الجامعة؟
أليس الأولى أن يتم إنشاء أنظمة الطاقة الكهربائية على أسطح مباني الجامعة؟ وليس على أرضها ، خاصة أن هذه الأنظمة تحتاج إلى أشعة شمس مباشرة لا تتوفر بشكل كاف وقوي إلا على الأسطح البعيدة عن ظلال الأبنية .
من جهة أخرى أبدى آخرون مخاوفهم أن تستمر عملية تقطيع الأشجار في حرم الجامعة ، من أجل إقامة المباني الإسمنتية والقضاء تماما على الأشجار والمساحات الخضراء فيها .
رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، خاصة طلاب وخريجو جامعة اليرموك عبروا عن استيائهم من هذه المجزرة التي طالت ذكرياتهم الجميلة التي قضوها خلال سني دراستهم.
العملية كانت على مراحل، ولكنها كانت مؤلمة وأثارت الغضب ، حيث لا مبرر ولا سبب يمكن أن يقنع المواطن الأردني بما حدث.
اليرموك اليوم، اجهزت على كم الأشجار في محيط صالة الجمنازيوم، هذه الأشجار التي تجاوز عمرها ٤٠ عاما، بحجة زرع خلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، لتأتي على ماتبقى من الذاكرة، التي تعكس هوية الجامعة، وجعلتها مجرد كتل اسمنتية وحديدية، خالية من الروح، وفاقدة للجمال.