الوزير الذي جعل من إتقان العمل قاعدة للجميع ..المهندس ماهر ابو السمن انموذجآ

23 مايو 2023
الوزير الذي جعل من إتقان العمل قاعدة للجميع ..المهندس ماهر ابو السمن انموذجآ

بقلم الدكتور صلاح الحمايده

في شخصية وأفعال معالي الوزير ما يحلو صورة هؤلاء الذين واصلوا العطاء الوطني وأسهموا في استمرارية الأردن بعدآ آمناً جديراً بالثقة ففي شخصية معالية صفات ميزته من غيره الذين سبقوه أو ساوته بأكثرهم فاعلية وانضباطآ والمقصود بذلك خصال ثلاث.
الكفاءة التي تترجمها ممارسات تبين بوضوح أنه مدرك الإدراك كله لوظيفته والوسائل التي تحتاجها والأخلاق المنوطه على احترام الذات واحترام الآخرين إذ لا وجود لمسؤول صادق إلا باحترام لذاته يملي عليه احترام العاملين معه اما الصفه الثالثه فتستكمل الصفتين السابقتين وتتكمل بهما إلا وهي المسؤوليه الوطنية حيث الوظيفة العالية المقام تنشد صلاح الوطن وإصلاح ما يجب إصلاحه بعيدآ عن حسابات سلطوية تهجس بالمصلحة الخاصة وتنقلق على منافع ذاتية تهمش المنفعه الوطنية العامه
لا غرابة أن يكون معالي ابو السمن اليوم كارهآ للأضواء ماقتآ للحضور الإعلاني والإعلامي ذلك لأنه عاكف على إنجاز المهام الوطنية المناط به منصرف الأنصراف كله إلى تحصين وزارتيه من الخطأ والأهواء والإشراف على عمل المسؤولين عنهم يراقبهم وينقدهم ويدفعهم إلى تأدية واجباتهم بمسؤولية محدودة الخطأ ذلك أن صورة كل وزارة ناجحه من صورة المسؤول عنها
تكشف ممارسات معالي الوزير عن صدقه الداخلي الصادر عن وازع ذاتي لا ينتظر ثناءآ أو مكافأة والاتي من ضمير أخلاقي يقلقه فيراجع ذاته ويكون دائم المراجعه بعيدآ عن الرضا المطمئن الذي يعوق العمل ولا يدفعه إلى الأمام
وأما الصدق الداخلي الذي يتميز به الوزير ايه على أنه انسان متكامل المزايا يستضئ بموجبه الداخلي ويؤكد ذاته رقيبآ على ذاته على بعد مسافة شاسعة عن هؤلاء الذين ينظرون إلى خارجهم ويعتبرون هذا الخارج موجهآ وملهمآ وناصحآ لا شئ إلا لأنهم عاجزين عن قيادة أنفسهم بأنفسهم ويتخذون من الفائدة مرجعآ لهم ويعتقدون وهمآ أن فائدة الآخرين امتداد لما يحقق لهم من فوائد سواء كانت صغيرة أو كثيرة وواقع الأمر أن معالي الوزير اعتنق في عمله فعل دائمآ القاعدة القائلة أن إتقان العمل خير من إتقان الكلام إذا أن الأول واضح المردود يلمسه المواطنون الذين يقصدون وزارتيه في حين أن إتقان الكلام فعل سهل لا مردود له ينفع حاجه وبما لا ينتفع منه الوطن والمواطنون في شيئ
املت صفات معالي الوزير عليه إن يكون ماهرآ في عمله مجتهدآ في متابعة ما تحتاجه الوزارة ويرتقي بأدائها وان يكون منتظمآ دؤوبآ يعمل في النهار ويكمل عمله في الوقت المتاح له بل يأتي قبل غيره وينصرف بعدهم كما لو كان قد عهد إلى ذاته بالقيام بعمل الوزارة كله إذ يعتبر ذاته هو ضمير الوزارة والصورة الانصع
لا تأتي هذه الصفات الأ من شعور واسع بالواجب تفرضه أخلاق مسؤوله لا خشية من مسؤول هنا ومرجع هناك ولا انصياعآ إلى وصايا وتعليمات ولا انتظار الترقية أو مرتبه ذلك أن مرتبة الإنسان الحر تأتي من داخله مثلما أن الرقيه تنتجه إلى ضمير المسؤول قبل الوصايا الخارجه
لكأن معالي الوزير يعمل ما يؤمن به ويؤمن بما يقوم به مرضيآ روحه متصالحآ مع ذاته داخل العمل الوزاري وخارجه
الإنسان الذي لا يعلم غيره شيئآ لم يتعلم في حياته شيئآ لأن الحياه تعلم وتعليم وواقع الأمر أن معالي الوزير أجاد في الاتجاهين احسن تعليم ذاته والسعي إلى تعليم غيره فلو لم يتعلم من نجباء علموه لاما إدرك فضيلة إتقان العمل ولو لم يحسن تعليم ذاته نظرآ وتطبيقآ لما أعرض عن المظاهر السطحية المشغولة بالظهور وتوزيع الصور وأثر الاعتكاف المقيد الذي يبرهن عن فضائلة ولا يحتاج إلى كاميرا ومعين وجوقه من المصفقيين
اجتهد معاليه في تعليم العاملين معه بلا زجر ولا بكلام عالي الصوت يختلط فيه الوعد بالوعيد وطريقة تعليمه بسيطه واضحه قوامها السلوك المقنع ومرآتها المواظبه المخلصة على العمل الصامت واتقانه فلا يلجأ إلى الزجر والوعيد الأ مسؤول لا يقنع عمله ذاته ولا غيره
أدرك معاليه بوعي عفوي أن العمل الوطني المنتج محصلة لمتكامل جهد المسؤول المجتهد والعاملين معه كما لو كان يقول لنفسه الواحد في الكل والكل في واحد وفي هذا الواحد الكلي أن صح القول أنصاف للذات وللاخرين وللعمل الوطني ذلك أن صورة العمل من الذين يقومون به مثلما أن صورة وطننا الأردن من صورة أبنائه الذين يسهرون على ارتقائه ويعلمون أن في عملهم الصالح فائدة لهم وللوطن معآ فالوطن ليس مصدر رزق فقط إنما هو هوية أخلاقيه وطنيه.
واخيرآ فإن المتعلم من أفعال معالي الوزير لا يعني التقليد والمحاكاه وهما فعلان خارجيان وإنما مصدران عن احترام متبادل بين العاملين في رتبهم المختلفه وينتج عن اعتراف متبادل بجهودهم المتكامله هذا الاعتراف الذي جعل منه معالي الوزير قاعدة ثابته مؤمن ما يحتاج إليه الوطن والمواطنين