وطنا اليوم:لم يتبقّ سوى ستّة أيّام تفصل الأتراك عن الجولة الرئاسيّة الثانية، والتي سيُحسَم فيها اسم الفائز الرئاسي، وهُما الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وكمال كليتشدار أوغلو، ويبدو أن الأنظار تتوجّه نحو “صانع المُلوك” سنان أوغان، المُرشّح الذي حصل على 5.2 بالمئة من أصوات الناخبين، ويبدو أنه قادر على توجيهها نحو أحد المُرشّحين، حيث حرص كلا المُرشّحين على اللقاء به، وسط ما يتردّد عن صفقات سياسيّة قد تنتهي به نائباً لرئيس الجمهوريّة.
سنان أوغان كان قد أعلن عن شُروطٍ خمسة ليُعلن دعمه لأحد المُرشّحين، وكان أبرزها يتعلّق باستمرار دعم العلمانيّة، وضمان إعادة اللاجئين السوريين، ولكن يبدو أن الصفقة السياسيّة هي من يبحث عنها سنان أوغان، حيث أعلن دعمه رسميّاً في مُؤتمر صحفي للرئيس الحالي رجب طيّب أردوغان، فالرجل (أوغان) كان صرّح قائلاً بأنه لماذا عليه أن يقبل بمنصب وزير، وهو يستطيع أن يُصبح نائباً للرئيس.
وأعلن القومي المُتشدّد سنان أوغان الاثنين بأنه سيدعم الرئيس المُنتهية ولايته أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات، وطلب أوغان من الناخبين الذين صوّتوا لنا في الجولة الأولى، أن يُصوّتوا لأردوغان في الجولة الثانية.
ومع تزايد التخمينات حول حُصول أوغان على صفقة سياسيّة مُقابل تأييده لأردوغان المُفاجئ، قال أوغان بأنه لم يطلب من أحد مصلحة شخصيّة، أو منصباً، بل تحدّثنا مع الأطراف وفقاً للمبادئ، ما طرح تساؤلات حول تأييده هذا لأردوغان الذي يختلف مع توجّهاته السياسيّة، وبرّر أوغان بأن تحالف الأمّة المُعارض لم يستطع هزيمة التحالف الحاكم، ولم يستطع أن يُقنعنا بمشاريعه.
كُل المُؤشّرات والمُعطيات في أوساط الحزب الحاكم، كانت تُوحي بأن أوغان ذاهب لإعلان دعمه للرئيس أردوغان، وهو ما حصل خلال بيانه اليوم الاثنين، ويبدو أن التحالف بين سنان أوغان، وزعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، لن يستمر، فدعمه (أوغان) قد ذهب فعليّاً لأردوغان رسميّاً، فيما يتحفّظ حزب النصر على مسألتين لا تراجع فيهما، وهُما مُكافحة الإرهاب، وإعادة السوريين.
ومع إعلان سنان أوغان في بيانه دعمه لأردوغان، سيحصل بذلك انشقاق بين أوغان وحليفه أوزداغ، الذي سيُعلن هو الآخر في بيان مُنفصل المُرشّح الذي يدعمه الثلاثاء، فيما أعلن أساساً أوزداغ حل تحالف الأجداد بينه وبين أوغان، ما يطرح تساؤلات حول توزيع الأصوات وتشتّتها، مع إعلان أوغان دعمه لأردوغان، وأوزداغ حال دعمه لكمال كليتشدار أوغلو، وتساؤلات أخرى حول تأثير الرجلين بالانتخابات الجولة الثانية وانفراط عقد فكرة “الدور المحوري لكليهما” في توجيه الناخبين.
سنان أوغان حصل على 5 بالمئة من خلال ترشّحه عن تحالف الأجداد، ومع انفراط عقد الأخير، لا يُمكن الجزم بأن إعلان أوغان تأييده لأردوغان، يعني تماماً أن الجولة الثانية قد حُسمت لصالح أردوغان وحسم توجّه ناخبيه لانتخاب أردوغان، وإن كانت تلك الفرضيّة مطروحة، فيما التوقّعات تُشير بأن أوغان وحيدًا بدعمه لن يجلب للرئيس التركي سوى 3 بالمئة من نسبة الأصوات التي ذهبت لأوغان في الجولة الأولى، وكذلك حزب النصر إذا أعلن دعمه لكليتشدار أوغلو، فلن يجلب له وحيدًا أكثر من 2 بالمئة من الأصوات وفق التقديرات.
وهذا عدا عن تأثير أصوات حوالي 12 مليون ناخب لم يذهبوا للتصويت أساساً، ويجري وصفهم بالمُحايدين.
هُناك شبه إجماع في تركيا، بأن ملف اللاجئين السوريين سيكون العامل الأكثر تأثيرًا في حسم النتيجة لكلا المُرّشحين، فكلاهما وضع ترحيل اللاجئين السوريين عنواناً رئيسيّاً لحملته الانتخابيّة، فكمال كليتشدار أوغلو بدّل من خطته وترحيلهم من عامين إلى الفور، فيما استخدم أردوغان لغة أقل شراسة، لكنه أكّد على ترحيلهم طواعية، واستعرض بناء منازل لهم في الشمال السوري لضمان عودتهم.
نائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولموش قال بخُصوص اللاجئين، اللاجئون الذين أتوا إلى هنا هربوا من الموت وجاءوا بحقيبة ظهر فقط، حكومتنا تدعم العودة الكريمة والآمنة، وضمان السلام والهدوء في سوريا وإرسال اللاجئين بأمان على جدول أعمال حكومتنا، نتمنى أن يدعمنا حزب النصر، ويدعم استقرار بلادنا.
من جهته قال رئيس حزب النصر الذي يُنتظر أن يُعلن دعمه لأحد المرشحين بعد انفراط عقد تحالفه مع سنان أوغان، قال أوميت أوزداغ أقترح منع الأجانب الحاصلين على الجنسيّة التركية من التصويت لغاية مرور 10 سنوات من تجنيسهم وإتقانهم اللغة التركية، ونرى بأن تصويت الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية، تصرّف غير ديمقراطي، ونؤيد فكرة حزب العدالة والتنمية حول إرسال السوريين بشكل آمن وإنساني، إلا أن حزب الظفر يدعو أيضاً إلى إرسالهم قسراً إن تطلّب الأمر.
3 مليون صوت انتخابي كانت الفارق فقط بين المرشحين في الجولة الأولى، وتُعادل هذه النسبة 3 مليون صوتاً، هذه أصوات يقول أنصار أردوغان بأن مُنافسه لن يحصل عليها، فيما يُذكّر أنصار كمال كليتشدار أوغلو بأن الأخير حصل على أعلى نسبة في تاريخه، 45 بالمئة، أي أن قرابة 50 بالمئة مع الأصوات التي حصل عليها سنان أوغان 5 بالمئة، قالوا لا لأردوغان، والذي حصل حزبه والحركة القوميّة على الأغلبيّة في البرلمان، وهذا لعلّه قد يفتح الباب أمام مُفاجآت مُحتملة في الجولة الثانية قد تنتهي بفوز كمال كليتشدار أوغلو، رُغم الشّعور العام في تركيا بأن الحسم أقرب للرئيس أردوغان مع حسمه دعم أوغان له، والذي أظهرته الاستطلاعات خاسِرًا في الجولة الأولى، ومع سيطرة حزبه مع الحركة القوميّة على البرلمان وإن بمقاعد أقل لحزبه عن الانتخابات الماضية