العبادي يكتب: التهريب

10 مايو 2023
العبادي يكتب: التهريب

وطنا اليوم – كتب العميد م صالح الشُراب العبادي احد حول مشألة التهريب على الحدود والمخاطر التي توصف بها عميلة ضبط الحدود والعبادي قال من خبرة واسعة اشتملت على العمل على الحدود ولفترات طويلة حيث قال العبادي:
لطالما كانت الحدود بين دولتين هي حدود سياسية معترف بها وفق ترسيم واتفاق بين الطرفين ، والاتفاقات الأمنية دائماً هي في اولويات الحدود ، وتعتبر الاختلافات والتفاوتات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية ، وكذلك مفارقات ضبط الحدود الامنية ، واختلاف الاسعار والايدي العاملة بين الدول الحدودية ، علاوة على الاوضاع الداخلية لكل دولة حدودية ، وغيرها من الاسباب العديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية ، مرتع للتهريب وبيئة جاذبة للتهريب ، والحدود بين الدول سواءاً كانت معابر رسمية او حدود طويلة وطولية معرضة للتهريب بين الطرفين وهذا موجود من قدم التاريخ وعبر معظم الحدود الدولية بين دول العالم.

ومن اهم الاسباب ضعف امن دولة وعدم سيطرتها على حدودها وعدم اكتراثها وعلمها او اشتراك سلطاتها بالتهريب ، حيث يكون التهريب مصدر جلب الاموال اذا ما حوصرت تلك الدولة .
التهريب عبر الحدود السورية كان سابقا وما زال موجود ولم يكن وليد الساعة او الحدث ، ولطالما كانت الحدود الاردنية السورية ممرات تهريب لكل اصناف المهربات ، مخدرات ، حلال ، اجهزة كهربائية ، دخان ، اسلحة ، واي مواد يمكن تهريبها ويطلبها التجار او السوق المحلي .
في فترة من الفترات السابقة وخاصة ابان حرب الخليج استخدمت اعتى الاسلحة منها اسلحة الدفاع الجوي في مكافحة التهريب ، وكذلك ليست المرة الاولى التي تسخدم الطائرات الحربية لضرب المهربين ، فلقد استخدمت طائرات الكوبرا مرات عديدة في ضرب المهربين وقتلهم .

حيث ان جميع مواقع الحدود مع سوريا كانت معرضة للتهريب من خلالها .. ولا تستثني اي نقطة .
سوريا اليوم تعيش الفوضى الدولية ، ولديها اولويات ليس اهمها منع التهريب او الحد منه ، لا ذلك مشهود ففي احسن احوالها كانت عمليات التهريب قائمة ومستمرة حيث كان همها الوحيد امنها الداخلي الذي كان محكماً اما جيشها الحدودي فقد كانوا معظمهم يتعاطوا مع التهريب ويسهلوا ذلك متقاسمين مع قادتهم الغنائم.
في بعض الكتابات يقال ان حزب الله وايران هم فقط الذين يمولون ويهربون ، وانا برأيي جميع من هم على ارض سوريا اليوم متورطين بعمليات التهريب ، فالمافيا الروسية وخاصة بانشغال روسيا في حربها فهي أيضاً تعتبر من ضمن مهربين المخدرات وغيرها وكذاك الامريكان الذين لا يعنيهم تهريب المخدرات بقدر ما يهمهم السيطرة على البترول ،وكذاك لا ننسى الاكراد الدين عملهم وشغلهم هو التهريب ، حتى الاتراك في الشمال ايضا فهم لا يسلموا من التغلغل في عمليات التهريب ، اضافة الى من هم داخل سوريا الذين يعيشون على ارضها من الشعب السوري فهم ايضا يتعاملون بالتهريب قديماً وما زالوا .
النتيجة انه اذا لم يتم ضرب معاقل المهربين في الداخل السوري واعمال كافة الاسلحة في مكافحة هذه آلافة المدمرة للشعوب والدول فان عمليات التهريب ستستمر .