خطيئة أم خطأ أم قضاء وقدر

8 مايو 2023
خطيئة أم خطأ أم قضاء وقدر

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي 

عندما يتم قطع الإشارات الضوئية من قبل السواقين أو يتم ألمسير بعكس إتجاه ألسير أو السوق بسرعة كبيرة أو عمل حركات بهلوانية في الشوارع من تخميسات أو تفحيطات ، أو إطلاق العيارات النارية من أسلحة نارية بالأفراح والمناسبات الإجتماعية وينتج عن كل تلك الأفعال أضرار مادية أو جسدية و خسائر بالأرواح البشرية .

فهل سوف يتم اعتبار هذه التصرفات أخطاء مقبولة ومحتملة الحدوث ؟ أم هل هي أفعال تندرج تحت مظلة القضاء والقدر لنقوم بتعليقها على شماعة فنجان القهوة ومراسبم الجاهات ؟
فنجان القهوة هذا الذي كان بالماضي ميثاق للتكافل والتراحم وجبر الخواطر وكان يقوم عليه شيوخ ورجال كِرام غاياتهم كانت فقط حقن الدماء وحفظ الحقوق ومعاقبة الفاعلين وردع المستمعين ، فنجان القهوة هذا الذي تحول الأن إلى مهنة وحرفة يتكسب من ورائها ممن يسمون أنفسهم بالشيوخ والوجهاء والذين أشبههم أنا بالبضاعة الصينية التي تخرب بمجرد استهلاكها لمرة واحد (شيوخ العباية الصينية ) وصارت مهنتهم هي فقط البحث عن هذه الحوادث والتكسب من ورائها ماليا .

والسؤال المهم هو : ماذا يمكن أن نصنف هذه الأفعال التي ترتكب في هذه الأيام ؟
والجواب على ذلك من عندي هو أنها خطايا بشرية وذنوب ومعاصي أرتكبها مهملون أو مجرمون ترتقي أفعالهم إلى مستوى الجرائم والتي تستوجب إقامة الحدود عليها ومعاقبة مرتكبيها لأن الله تعالى قال في كتابه المبين”
،،، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب،،، لقد فقدنا عقولنا في التساهل مع أفعال هؤلاء المجرمون .
أليس هؤلاء الفاعلون يعلمون بأن افعالهم هذه حتما سوف تؤدي إلى مثل هكذا نتائج محزنة ! فلا يعقل أن نسمي الأخطاء الطبية أو الرشاوي أو الأخطاء الإدارية التي تؤدي احيانا إلى زلازل وبراكين تفجر ترابط بعض العائلات وتفتتها وتخلق لهم أزمات مالية ونفسية وأحيانا خسائر بشرية لا يمكن تعويضها بأي ثمن أو أي جبر خاطر ، ولنتذكر أيضا مرة أخرى قول الله تعالى،، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ،، صدق الله العظيم فأنا كاتب هذا المقال لا زلت أعاني إهمال سائق مستهتر أودى إهماله بحياة أبني المرحوم عمر منذ 16 عاما حيث لا زلت وأسرتي أعاني من ألم فقدانه .
فالسائق الذي يقطع الإشارة الضوئية والطبيب الذي يهمل أثناء العملية الجراحية والمدير الذي ينهي عمل موظف لديه ويقطع رزقه أو يثقل عليه بمكان وظيفته وينقله وينفيه إلى منطقة نائية كل هذه الأفعال هي جرائم توجب المسؤولية ولا يجوز أن نعلقها على شماعة القضاء والقدر وننهيها بفنجان قهوة لمرتدي عباية صينية يتكسب من ورائها السمعة والصيت والمال .

أما آن الأوان أن نتفكر ونتدبر في قصاص هؤلاء ومحاسبتهم على أفعالهم ! لأن في ذلك القصاص حياة لنا ولأولادنا وفيه أيضا ردع لهم ولغيرهم ممن يفكرون بانتهاج نهجهم والسير على خطاهم .

وعلينا أن لا ننسى أن اقامة حد من حدود الله خير من إمطار 40 ليلة كما قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ،
واخيرا يجب علينا أن لا ننسى أن الله تعالى قد قال أيضا”
،، وقفوهم إنهم مسؤولون ،، صدق الله العظيم .