أ. د. عبدالله سرور الزعبي
الجزء 2 من 2
لقد نجح الصندوق في دعم مجموعة من المشاريع في قطاع الطاقة والمياه والزراعة والصحة والعلوم الإنسانية وغيرها والتي قد حققت أهدافها، وعلى الرغم من بعض الإخفاقات لبعض الباحثين غير المبرر (الموثقة في سجلات صندوق دعم البحث العلمي، الامر الذي تطلب اتخاذ قرارات باستعادة الأموال المصروفة لهم، وخاصة المكافآت المالية منها. كما نجح الصندوق حينها في التوسع بمنح الدراسات العليا واستحاث برنامج بحوث ما بعد الدكتوراة لأعضاء الهيئة التدريسية الجدد في الجامعات الوطنية والتشبيك مع القطاعات الإنتاجية.
كما سبق لي شخصياً ان نفذت عدداً من مشاريع البحوث والدراسات التطبيقية والمدعومة من جهات دولية مثل (USAID وNSF الامريكية والألمانية وغيرها من الجهات الأوروبية) تركزت في خليج العقبة ووادي عربة والبحر الميت ووادي الأردن والاحواض المائية والرسوبية وغيرها، وبالتنسيق مع المؤسسات الرسمية صاحبة العلاقة. ولحسن الحظ، كنت قد التقيت معالي وزير المياه والري المهندس محمد النجار، جمعتنا مائدة إفطار في السابع والعشرين من رمضان الموافق 18/4/2023، ذكرني بانه في عام 2011 عندما كان وزيراً ولنفس الوزارة كنا نناقش معاً نتائج الدراسات وعلى طول ساحل البحر الميت، وكان النقاش يدور على تحديد موقع لإنشاء سد في منطقة وادي ابن حماد، كنت قد نصحته بعدم انشاء السد في وادي ابن حماد وذلك بسبب التراكيب الجيولوجية والمتمثلة بالفوالق الممتدة والمتداخلة فيما بينها، والتي أخذ بها وصرف النظر عن الموضوع، الا انه وللأسف وبعد خروجه من الوزارة تم السير بالموضوع وطرح عطاء انشاء السد وبقيمة مالية تقدر ب 25 مليون دينار، ولنفس السبب الذي اشرت الية، فقد تم تغيير موقع السد ثلاث مرات، ولترتفع الكلفة المالية لإنشاء جسم السد الى 55 مليون دينار، حيث أكد معاليه بانه لم يتحقق الهدف من انشاء السد لحجز المياه. عندما عدت الى الملفات وجدت فعلاً بان معالي الوزير كان قد طلب نتائج الدراسات التي كنا قد أشرنا اليها وبموجب كتاب يحمل الرقم (وز/12/511) تاريخ 29/5/2011، وخاصة نتائج مشاريع دراسات حوض البحر الميت والحفر الخسفية في مناطق غور حديثه واللسان وعلى طول ساحل البحر الميت(التي طرحت على الجانب الأمريكي، لتكون موقعاً للتخلص من الاملاح عند تنفيذ مشروع ناقل البحرين، البحر الاحمر – البحر الميت، والذ تم صرف النظر عنه) واعمال المسح الجوي المغناطيسي لوادي عربة والمسح الزلزالي العميق لحفرة الانهداموالمسح الجيوفيزيائي لخليج العقبة. وهنا لا يسعني الا ان اذكر ايضاً باننا كنا قد قدمنا نفس الرأي فيما يخص تحديد موقع سد الكرامة في عام 1994/1995 (وقتها كنت اعمل في سلطة المصادر الطبيعية) للمهندس قيس القيسي، مدير دائرة الجيوفيزياء آنذاك بسبب وجود القباب الملحية التحت سطحية في وادي الأردن التي ستؤدي لا محالة الى ملوحة المياه المحجوزة في جسم السد، الامر الذي حصل.
كنا قد حاولنا جاهدين خلال السنوات الماضية من التركيز على تطبيق ما كنا ندعو له سابقاً وهو تجويد مخرجات البحث العلمي والنشر في المجلات ذات السمعة العالمية لتحقيق موقع قدم على الساحة العالمية، منطلقين من خبرات الجامعات التي حققت إنجازات وأصبحت من الجامعات العظيمة (الأمثلة كثيرة، كنا قد اشرنا اليها في مقال سابق تحت اسم “القيادات الاكاديمية والجامعات العظيمة”، ومنها من نجحت بالانتقال من المرتبة 15 الى المرتبة الخامسة بين الجامعات الامريكية عندما عملت على استقطاب 13 عضو هيئة تدريس، احدثوا ثورة علمية حقيقية) والتركيز عل نشر ثقافة الابتكار (عن طريق انشاء مركز الريادة والابداع والابتكار) ورفع مخصصات البحث العلمي والتدريب اسوة في المؤسسات العالمية،وتدريب عدد من العاملين في الجامعة في المؤسسات الدولية (الفرنسية والكورية واليابانية وغيرها)، الامر الذي هدد مصالح البعض ممن لا تتوفر لديهم القدرة على ذلك.
كما انني قد اتفق مع بعض ما نشره الدكتور محمد بني سلامه تحت عنوان “مرة أخرى، البحث العلمي في جامعة اليرموك: واقع وتطلعات) من ضرورة تغطية كافة تكاليف النشر في المجلات العلمية العالمية المرموقة، واستحداث رتبة الأستاذ المتميز ومن التحقق من ملفات الترقية لكافة القيادات الاكاديمية (كي لا تكون مترددة باتخاذ القرارات، بسبب الحرج من ملفاتهم) والتخلص ممن يثبت عليهم أي مخالفة من هذا النوع، واضيف ولراسمي السياسة لقطاع التعليم العالي والعمل على التخلص من سارقي البحوث ومستليها من الجسم الاكاديمي حتى لا يتسلل هذا المرض الخبيث الى بقية الجسم اويؤدي لإحباط المتميزين منهم ولطلبتهم.