بقلم د. محمد مصالحه
مخاوف عربيه متزايده على السودان منذ بدأت تقارير اعلاميه وتصريحات امريكيه رسميه تتمنى على اسرائيل ان تتوسط في حل الصراع بين الجنرالات في السودان مع الايام الأولى لاندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ولا شك ان الطلب الأمريكي يحمل رسالتين…اولهما ان تهئ واشنطن لاسرائيل موطئ قدم في السودان مابعد حل الازمه الراهنه. وثانيهما ان واشنطن تسرع بذلك في توسيع دائرة التطبيع عربيا وهو خيار اسرائيل الأول لتعزيز حضورها في المنطقه بعد اشتداد قبضة المقاومه الفلسطينيه ضد الاحتلال والاستيطان الصهيونيين وتعاظم الرفض الشعبى العربي لوجود المشروع الصهيوني ..وفعلا اخذ مسؤولون اسرائيليون يتباهون في تصريحاتهم عن دور وساطه لهم دون الحديث متى وبمن يتصلون مع الجانب السوداني…وصدرت تصريحات خجوله من هذا الجانب بانهم لا يتواصلون مع اسرائيل…علما بأن البرهان التقى مع نتنياهو قبل أشهر دون اعلان رسمي حول اللقاء..ويذكر ان رفع العقوبات عن السودان كان مشروطا بمثل هذا التطبيع. ..ومادامت الاشتباكات دائره فمن غير الممكن التيقن من حجم الدور الملعوب اسرائيليا حاليا بدعم أمريكي وقبول من العسكر في الخرطوم الذين قايضوا به استمرار تفردهم بالسلطه والتخلص من حمدوك رئيسا للحكومه المؤقته…هذه الازمه المؤلمه التى تعصف بالمقدرات السودانيه إنما تهئ لحضور اسرائيلي فاعل ليس في السودان وانما في شرق أفريقيا والبحر الأحمر…بعد أن أصبح هذا الوجود متعاظما بدعم عربي في مدخل البحر الأحمر الجنوبي والتواصل في إثيوبيا وعبر قواعد في جيبوتي. ….كل هذا متوقع ان يجعل اسرائيل الرابح الأول وداعميها في الازمة السودانيه وفرض نفوذهم على اية سلطة قادمه في الخرطوم…وان الخاسر هم العرب والقضية الفلسطينيه.