زهدي جانبيك
لم أكن أود أن اكتب بهذا الموضوع… ولكن احد الكتاب استفزني بمستوى التطبيل والتسحيج الذي وصل اليه عندما وصف تصريحات دولة رئيس مجلس الاعيان بأنها “واقعية” ، عندما صرح باننا لسنا مجتمع حرب، وان الأردن غير قادر على مواجهة اسرائيل عسكريا، وأننا مجتمع غير مستعد للحرب…. موضحا دولته ان مشكلة الأردن الرئيسية هي الفقر البطالة التي وصلت إلى 25% على حد تعبير دولته…انتهت الاقتباسات.
في الأسفل صورتين لشخصين أحدهما مواليد 1978 والآخر مواليد عام 1952…
خلال العشرين عاما الماضية:
أحدهما شغل مناصب وزير البلاط، ورئيس الديوان الملكي، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب ، ورئيس مجلس الاعيان….
الشخص الآخر كان ممثلا كوميديا ثم أصبح رئيسا أوكرانيا.
الأول تجاوره دولة تهدد كيانه منذ سبعين عاما…اسرائيل
الثاني تجاوره دولة تهدد كيانه منذ 10 سنوات… روسيا
الأول يقول: نحن لسنا مجتمع حرب، نحن لسنا مستعدين لحرب اسرائيل… الأردن غير قادر على مواجهة اسرائيل عسكريا. (بالله عليك، اذا لم تكن تعمل على إعداد المجتمع للحرب والسلم، فماذا كنت تفعل طيلة العشرين سنة الماضية؟؟؟ يعني تفاجأت بظهور اسرائيل اليوم مثلا؟؟؟)
الثاني يقول لروسيا وهي اعتى قوة نويية على وجه الأرض :
“اذا هاجمتم أوكرانيا سنقوم بمواجهتكم ولن نعود الى الوراء”.
الاول قال ما قال وهو يستعد لتناول طعام الإفطار وهو في كامل اناقته.
الثاني قال ما قال ولم يرتدي بذلة رسمية مدنية بعدها ابدا… ارتدى لباسا عسكريا وقاد أمته لمواجهة اعتى قوة عسكرية ونووية.
بدي اساير الأخ الكاتب اللي دافع عن تصريحات دولة رئيس مجلس الاعيان ، وساعترف ان دولته على حق: نحن لسنا مجتمع حرب، ولسنا مستعدين لحرب اسرائيل، ولسنا قادرين على مواجهة اسرائيل عسكريا… وان اكبر مشاكلنا اجتماعية واقتصادية لمواجهة كارثتي الفقر المزمن البطالة.
رئيس الوزراء الاسبق، ورئيس الديوان الملكي الاسبق ، ورئيس مجلس النواب الاسبق، ورئيس مجلس الاعيان الحالي… الرجل الوحيد اليوم على قيد الحياة الذي تقلد هذه المناصب الاربعة وهي الأهم في الأردن تنفيذيا وتشريعيا… إذا لم يكن هو شخصيا المسؤول عن ايصال الأردن إلى هذا المستوى من الضعف العسكري… وهذا المستوى من الضعف الاقتصادي والفقر والبطالة… وهذا المستوى من الضعف الاجتماعي بحيث أصبح مجتمعا لا يصلح لحرب، وغير مستعد لمحاربة اسرائيل ، وغير قادر على مواجهة اسرائيل عسكريا… إذا كان الشخص الوحيد الذي تقلد قمة السلطة التنفيذية وقمة المطبخ السياسي وقمة السلطة التشريعية غير مسؤول عن هذا الضعف الاجتماعي والاقتصادية والعسكري… فمن المسؤول إذن ؟؟؟ من لديه سلطة اكبر من سلطة دولته على مدى العشرين سنة الماضية لنحمله مسؤولية ما وصلنا اليه؟؟؟
اما آن التعبير قد خان الرجل وأخطأ في تقديره للمجتمع الاردني ولجيش الاردني… وأما ان عمله في المواقع الاربعة المذكورة طيلة العشرين عاما الماضية كان تعبئة فراغ ولم يكن يعلم ما يجري حوله… إذ ، لا يمكن لشخص معه هذه السلطات، ويعلم ان بجانبه عدو صهيوني، ان يسمح بوصول المجتمع الى هذا الضعف…وأما انه واقعي ووصف الحقيقة ويجب محاسبته ومحاكمته على تقصيره الذي اوصل الأردن إلى هذا المستوى من الضعف الذي اعترف به بنفسه.
أعان الله الرئيس
فولوديمير أوليكساندروفيتش زيلينسكي رئيس أوكرانيا.