وطنا اليوم – هنأ الأب حداد جميع المسيحيين ج بالفصح المجيد وكتب حداد تحت عنوان :
“تهنئة فصحية”
“هذا هو اليوم الذي صنعَه الربّ”
يهلُّ علينا الفصح المجيد بعد مسيرة “الأربعينيّ” المُقدّس توجّتها تذكاراتُ الآلامُ الخلاصيةُ التي أظهرت حبًّا ولا أعظم؛ أن يَبذُل الانسانُ نفسَه عن أحبائه .
في الفصح نحتفي فرحين بحادثةٍ تاريخيةٍ. فقد رأينا قيامةَ المسيح من بين الأموات. فعيدنا الفصحيّ ٩8هوَ احتفالٌ بالقيامةِ المجيدةِ وبانتصارِ الحياةِ على الموتِ.
ووسط أجواء الفرح بحدث الخروج الظافر للسيد له المجد من القبر في اليوم الثالث، يأخذ احتفالنا أبعاده في التعبير عن نعمة أوتيناها، وكما في كلّ أحداثِ حياة السيد المسيح، نستلهم اليوم من حدث القيامة انتصارنا على كلّ الأتعاب والأحزان وعلى كلّ الضيقات والمشقّات والسقطات والهفوات ونتطلع نحو العلاء. هكذا ندخل فرح القيامة التي هي أساسُ إيماننا. “افرحوا في كل حين وأيضاً أقول افرحوا” (فيلبي 4:4).
نحن مدعوّون لتكونَ قلوبُنا أمكنةً للفصحِ بالفرَحِ وبالرّجاء وبالحياةِ، وأن يكون السّلام والمصالحة مع الذات ومع القريب عنواناً لحياتنا.
في الفصح المجيد نتوَجّه كما كلُّ المسيحيّين، خاصّة أبناء هذا المشرق – نحوَ القُدس مدينةِ الفصحِ وحاضرةِ القيامةِ المقدّسة التي شهِدَت أحداثَ أعظم أُسبوعٍ في تاريخ البشرية. فنرى الحزنَ يُخيّم هناك على المكان والانسان. لكنّ هذا لا يُثنينا عن الفَرح الروحيّ ولا يُبعدنا عن الصّلاة والعَمل مع كلّ ذوي الارادات الصّالحة من أجلِ السّلام الذي نُريده آتياً لنا وللعالم أجمع، وبخاصة من أجل أهلِنا المحتفلين هناك بالقيامة المقدّسة في أكناف قبر الفداء والخلاص، وسط أجواء القلق والضيق والآلام، راجين لهم النهوُض من آلامهم والوصول إلى حقوقهم.
في الفصح نؤكّد في وطنِنا التزامَنا بوحدتِنا وتآخينا، عاملين على تعزيز الخَير والوئام في وطنِ الأمنِ والاستقرارِ، ونرفَع مع بَخور كنائِسنا، الدعاء الى الله تعالى أن يُبارك أردنّنا ويؤيّد جلالة مليكِنا صاحبِ الوصايةِ على الأماكنِ المقدّسة في القدس ووليَّ عهدهِ المحبوبَ، مهنّئين أخوتَنا وأبناءَنا المسيحيّين بالقيامة المجيدة، ومباركِين للأردنيّين كافة مودّتهم وتلاحُمهم في كلّ أزمنةِ البرّ ومواسم التقوى، داعين للجميع بهناء الله ووافر بركاته.
وكل عام وأنتم بخير
المسيح قام حقاً قام
الأب نبيل حدّاد
رئيس مركز التعايش الدّيني