بقلم: د. ذوقان عبيدات
مرّ خمسة عشر عامًا على موقع وطنّا اليوم، والذي اشتهر أيضًا بمجموعته الحوارية الواسعة التي تضم تنوعًا فكريّا واجتماعيّا
واسعًا، يعكس مرونة إدارة الموقع. وضع الموقع أخلاقيات للارتقاء بالحوار والذوق الفكري، وإدارة التنوع وتسويق التعددية، ففيه اليمين، وغير اليمين، وفيه الجنوب وغير الجنوب، وفيه العسكر وغير العسكر، وفيه الملتزم وغير الملتزم، وفيه الحزبي وغير الحزبي، وفيه الجديد والقديم. تدور فيه حوارات يومية أقلها حاد، يشارك فيها العديد من المتداخلين. ولتنوع الثقافات، وسوء سيكولوجية مواقع التواصل فقد تحدث انفلاتات، سرعان ما يضبطها مدير الموقع. فالشخصية المتداخلة افتراضيّا تختلف عن الشخصية العادية، فهي أكثر جرأة، وأكثر انفلاتًا وعدوانية وعنترية، وأشد وطنية، يشعرك بعضهم أنه بحجم الوطن العربي، وأقلهم بأنه أستاذ إفلاطون، وواضع منطق أرسطو. ومع ذلك هو مرآة لمجتمعنا بإحباطاته وطموحاته
غنيٌّ جدًا بمستوياته، تستطيع أن تختار منه عشر حكومات أسوأ من الحكومة الحالية، وعشرات القيادات أفضل من القيادات الحالية؛ ففيه من الصادقين وغيرهم …من المؤهلين وغيرهم، وحتى من الضالين وغير الضالين، فهو مجتمع كامل يحوي كل هذا التباينات.
عيد الموقع يجب أن يكون يوم حساب: ما لَه وما عليه، ولأنه موقع
حرّ لم يرفض نشر مقالة، لا لسبب ديني، أو سياسي، أو لأي سبب آخر، موقع مفتوح لكل فكرة، نشر لي شخصيًا ما منعته بعض المواقع، ما يؤمل منه في أعوامه القادمة المزيدً من الإصرار على مواصلة المسيرة،
فهو بحق موقعٌ معلم ومتعلم.
وإذا نجح في ضبط بعض “الشطحات والتفلّتات”، سيسجل له أنه ارتقى بالخطاب الثقافي، والأخلاقي الأردني.
تحية للموقع، والقائمين عليه.