عبيدات يتساءل هل التوجيهي امتحان قبول مناسب للجامعات؟

12 أبريل 2023
عبيدات يتساءل هل التوجيهي امتحان قبول مناسب للجامعات؟

 

 

وطنا اليوم – علق الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات على خطة تطوير امتحان الثانوية العامة وواقع التعليم المهني في المملكة، موضحا أن أي عملية تطوير يجب أن تكون شاملة لمختلف جوانب العملية التربوية.

وأضاف عبيدات  أن الإصلاحات الجزئية لا تعطي نتائج، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى في الإصلاح وجود رؤية تربوية شاملة لما نريد أن يكون عليه النظام، حيث إنه المعيار الذي أقيم فيه أي إصلاح.

وبين أن الإصلاحات الشائعة للتوجيهي والسلم التعليمي، إذا كانت وفق رؤية شاملا، “فأهلا وسهلا بها، إما إذا كانت موالا فرديا فلن تضيف إلا مزيدا من الفوضى والتخبط”.

ولفت إلى أنه من حيث المبدأ فإن السلم التعليمي في معظم دول العالم يبدأ بالسنوات التسع، ثم يتجه نحو التشعيب وهذا ما فعلته وزارة التربية في قراراتها الأخيرة.

وقال،” لدى تحفظ، تُرى لو كان الوزير غير الوزير الحالي، هل ستتم هذه الإصلاحات أم يتم عكسها؟، وهل نبعت هذه الإصلاحات من مجلس التربية الذي لم يفعل شيء طوال حياته، إذن القرار فردي وهل هناك فرصة لنجاح القرار الفردي؟”.

عبيدات واصل أسئلته.. هل هيأنا المجتمع لهذا الإصلاح؟، حيث نريد تشعيب الطلبة في الصف التاسع بحيث يكون الطالب المهني درس 3 سنوات، وهل وفرنا المناهج لذلك أم سنسلق مناهج سريعة لتغطية الموضوع؟، وهل وفرنا معلمين وأدوات لثلاث سنوات، وإذا تم كل ذلك فإنه من المتوقع أن تنجح هذه الإصلاحات، وبدون ذلك لن يحدث أي اثر إيجابي لها.

أما ما يخص التوجيهي أكد عبيدات أنه لم يحدث أي تعديل أساسي، لأن مشكلة التوجيهي في الأردن يتمثل في غياب العدالة الكاملة بين الطلبة من مختلف البيئات ولم يعالج النظام الجديد هذه النقطة، والأهم أن التوجيهي كان يثير التوتر والرعب لدى الطلبة والأهالي والتوجيهي الجديد،” ربما ضاعف من هذه التوترات، إلى جانب أنه لم ينظم بدقة عملية الدخول إلى الجامعات وهذه هي معضلة التوجيهي الأساسية”. والمعضلة الكبرى لم تعالج وهي كيف تعمل اختبارًا يقيس أهداف التعليم وليس ما في الكتاب. ولذلك أقول
التعديلات شكلية وربم إعلامية.

وتابع،” هل التوجيهي امتحان قبول مناسب للجامعات؟ حيث إن الطبيب كمثال يحتاج إلى علوم إنسانية كالفلسفة والتربية الوطنية، وعدم اقتصار حصول الطبيب على مواد علمية فقط لأن ذلك في حال استمراره سيخرج أطباء على درجة عالية من التقنية لكنهم فاقدي المسؤولية الاجتماعية”.

ونوه إلى أن مستشفيات بغداد في العصر العباسي كانت تهتم أن يعد الطبيب في الفلسفة والموسيقى حيث كان الطبيب يعد إعدادا تقنيا ومجتمعيا وإنسانيا، ومن لم يحصل على مثل هذه المواد لن يكون حساسا لمشكلات المجتمع، ولذلك نظام التوجيهي الجديد أغفل في حسابات القبول الجامعي أهمية المواد الإنسانية.

وختم عبيدات حديثه أنه إذا أردنا حكما شاملا على نتائج الإصلاحات فإننا يجب أن ننتظر وقتا لنرى النتائج فهذا هو الحكم الموضوعي،” أما أنا فأقول يستطيع أي مراقب أن يتوقع ضعف النتائج المرجوة من هذا النظام”.

يذكر أن مخرجات خطة التعليم تتضمن تشعيب الطلبة إلى مسارين أكاديمي ومهني بعد الانتهاء من دراسة الصف التاسع الأساسي في نهاية العام الدراسي الحالي 2022/2023، حيث سيكون هؤلاء الطلبة هم أول من تنطبق عليهم الخطة الدراسية المطوّرة، وتعليمات امتحان الدراسة الثانوية العامة المطوّر، فيما سيعقد امتحان التوجيهي على سنتين، بحيث يتقدم الطالب للامتحان في السنة الأولى منها بعد إكمال دراسة مواد الصف الحادي عشر بمباحث الثقافة العامة المشتركة بدءًا من العام الدراسي 2024/2025.