كتب أ.د. محمد الفرجات
هل تعلم البنوك بأنها عندما تشفط السيولة وبشكل شهري بسداد الأفراد للقروض الربوية ومن رواتبهم (وهي شبه المصدر الوحيد لتغذية تكرشات ودسم الودائع)، فإنها تخاطر ببقاء وديمومة قطاعات أخرى تستفيد بالمواسم وليس شهريا من رواتب الشعب؟
هل يعلم كبار الصيارفة بأن إختفاء بعض القطاعات بمنافستهم على السيولة، إنما يمنع عن الخزينة إيرادات رسوم وضرائب تشكل أهم مصادر لنفقات الرواتب؟
هل يعلم جهابذة المال بأن السبعة مرات التي أجلت فيها أقساط البنوك كانت سببا لإسناد دورة الكاش، وكانت سببا لإسناد قيمة الدينار، وكانت سببا لإستمرار ثبات ودائع البنوك وعدم هجرتها؟؟؟
أمام الحال الاقتصادي الراهن في المملكة، فهل يعلم الصيارفة بقصورهم بأن عليهم إفراد ثلاثة أشهر سنويا على الأقل بلا تحصيلات قروض، لكي تنتعش القطاعات الأخرى في مواسم عودة المدارس ورمضان والأعياد؟
هل يعلم الصيارفة بأن إستقرار البلد ماليا وإستمرار نشاط قطاعاته هو إستقرار إجتماعي أمني، وهذا من أهم أسباب الاستقرار المالي والنقدي في البلد؟
روحوا شوفوا يا صيارفة سبب إفلاس لبنان وإنهيار بنوكه…
الغذاء في الجسد لا تستفرد به المعدة… بل يدور ويوزع بعدالة على بقية أعضاء الجسد وأجهزته ليستمر ويعيش صاحب هذا الجسد… هنا البنوك التي تستفرد بالكاش وجمعت سيولة البلاد بودائع مكدسة وتنسى بقية القطاعات… ستكون سببا بغبائها للإنهيار المالي لا قدر الله تعالى.
أين درستم الاقتصاد يا جهابذة؟ وهل تعلمون شيئا عن الإدارة المالية المصرفية للدول في الأزمات؟
سامحوني هذا حد تفكيري، فأنا جيولوجي أفهم بالصخور فقط.