وطنا اليوم:حققت الحلقات الأولى من المسلسل السوري “ابتسم أيها الجنرال” الذي يعرض على شاشة “العربي2″ و”تلفزيون سوريا” المعارض نسبة مشاهدة عالية، وتصدر الحديث عن العمل وسائل التواصل الاجتماعي.
وتدور أحداث المسلسل الذي تنتجه شركة “ميتافورا”، ويؤدي دور البطولة فيه الفنان السوري مكسيم خليل، حول صراع على كرسي الحكم بين شقيقين داخل القصر الرئاسي.
ورغم تأكيد أسرة المسلسل أن أحداث المسلسل خيالية ولا علاقة لها بالواقع، إلا أن عدداً من النقاد اعتبروا أن شخصية “الجنرال” التي يؤديها مكسيم خليل تعود للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وصراعه مع شقيقه رفعت الأسد على السلطة في سوريا في ثمانينيات القرن الماضي، في حين أكد البعض أن شخصية “الجنرال” تعود لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي تصريحات صحفية متداولة، وصف خليل العمل بـ”الأجرأ على الإطلاق في مسيرته الفنية”، معتبراً أن ميزة المسلسل تتمثل في صناعته بعيداً عن مقص الرقيب ما يعني تحرره من القيود السلطوية، وتمتعه بالقدرة على تقديم دراما حقيقية غير موجهة، وبلا مواربة”.
متابعة من جميع السوريين
واستطاع العمل منافسة الأعمال الدرامية التي صُنعت في دمشق، حيث استقطب في حلقاته الأولى حتى الأوساط الموالية للنظام.
ولم يُعلق مخرج المسلسل عروة محمد على العمل، مفضلاً أن يرد على تساؤلات الصحفيين بعد انتهاء عرض المسلسل، قائلاً: “ليس الوقت للكلام الآن”.
خارج الرقابة
من جهته، أشاد الفنان السوري نوار بلبل المشارك في العمل بمؤلف العمل سامر رضوان، قائلاً: “منذ بداية مشواره تحدث المبدع رضوان أن المسلسل سيكون خارج الرقابة المعتادة في الدراما السورية”.
وأضاف بلبل أن هذا المسلسل حظي بإعجاب وانتقاد السوريين حتى قبل أن يعرض، ومع بداية عرض حلقاته مع حلول الشهر الكريم، أجزم أن الجميع يشاهده معارضة وموالاة.
وحسب بلبل فإن العمل الدرامي شأنه شأن المسلسلات السورية الأخرى، مختتماً بقوله: “دعنا ننتظر حتى اكتمال الـ30 حلقة لنحكم على نجاحه أو فشله”.
الروائي والكاتب الدرامي التاريخي إبراهيم كوكي، قال إن “المسلسل محاولة لصناعة دراما ذات توجه معارض للنظام السوري بشكل شبه مباشر، ويحاول أن يحاكي قصة آل الأسد من خلال شخصية الجنرال، ويسلط الضوء على بعض مفاصل في الحكم دون أن يقع بدائرة التوثيق، لأنه بالآخر مشروع دراما، يمكن أن يحاكي الوقائع ولا يوثقها”.
وميزة المسلسل، حسب كوكي، أنه يتناول رأس النظام السوري لا الحاشية، كما اعتادت الدراما السورية أن تفعل، وأنه من الأعمال القليلة التي تتناول الوضع في سوريا من وجهة نظر المعارضة، وهو أول عمل درامي في هذا الاتجاه”.
أما الممثل والمشارك في العمل مشعل العدوي، فيقول: إن “قصة العمل متخيلة لعائلة عسكرية تحكم بلدا ما، وما يميز العمل عدم وجود رقابة حكومية أو إنتاجية (شركات الإنتاج)، وباعتقادي قصة العمل هي خارجة عن المألوف لأنها تناقش قصة سياسية معاصرة”.
وحول تحقيق العمل لنسبة متابعة عالية، يقول: “المشاهد يبحث عن الجديد، وخاصة أن الدراما السورية وقعت في فخ التكرار، مثل أعمال البيئة الشامية، والأعمال التاريخية، والكل يعلم أن المسلسل يتعاطى مع الحراك في سوريا والمنطقة، ولذلك حظي العمل بهذا الحجم من الاهتمام”.
من جهته، يشير الممثل التلفزيوني والمسرحي السوري نعمان حاج بكري إلى جرأة طرح العمل، ويقول: “لا نستطيع الحكم على العمل حتى النهاية، ولكن نستطيع القول إن من إيجابيات العمل تناول حكم هذه المنظومة العسكرية التي دمرت سوريا”.
وحسب حاج بكري، فإن الجمهور السوري بشقيه المعارض والموالي يتطلع إلى هكذا أعمال، وقال: “الكل يترقب العمل، وباعتقادي نحن أمام حملات تخوين من أوساط النظام”.
انتقادات للعمل
وعلى صعيد الانتقادات التي وجهت للعمل، جرى الحديث عن ضعف الإخراج وضعف في أداء بعض الممثلين، وخاصة أن العديد منهم يخوض التجربة الأولى له في عالم التمثيل، وعن ذلك يقول إبراهيم كوكي: “لا يمكننا الحكم على العمل من خمس حلقات، ولكن هناك اعتراض عام على التمثيل، وذلك ربما لأن غالبية الممثلين في صف النظام، ولذلك اعتمد المنتج على ممثلين هواة”.
يذكر أن عدداً من نجوم الدراما السورية يشاركون في العمل الذي جرى تصويره في تركيا ولبنان، ومنهم عبد الحكيم قطيفان، ومازن الناطور، وسوسن أرشيد، وفرح بسيسو، ومرح جبر، وريم علي، وغيرهم