وطنا اليوم:يدخل إضراب عمال النظافة في باريس ضد تعديل قانون المعاشات التقاعدية أسبوعه الثالث، وسيستمر -حسب المنظمين- إلى 27 مارس/آذار الجاري، مع توقعات بتجديده؛ وهو ما أدى إلى تراكم غير مسبوق للقمامة في شوارع العاصمة الفرنسية، حيث تمتد أكياس القمامة أمتارا ينتهي بعضها بالحرق بسبب الاشتباكات المتكررة بين المتظاهرين وعناصر الشرطة.
ولم يستغرق الأمر طويلا لتشويه صورة إحدى أجمل المدن في العالم وأكثرها شهرة؛ ففي الأسبوع الأول تراكم أكثر من 5 آلاف طن من النفايات غير المجمعة في الشوارع، ليصل هذا الرقم إلى ذروته ويتجاوز 10 آلاف طن، وفق آخر بيانات لبلدية باريس ومقر الشرطة
وبلغت الإضرابات والاحتجاجات ضد إصلاحات نظام التقاعد المزمع تطبيقها في فرنسا ذروتها اليوم الخميس، حيث أغلق معارضو خطط الحكومة محطات السكك الحديدية والطرق وجزءا من مطار شارل ديغول الدولي في باريس.
وذكرت تقارير إعلامية أن شرطة العاصمة استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين واعتقلت خمسة منهم، فيما ارتفعت أعداد المشاركين في التجمعات الكبيرة في مدن أخرى، من بينها بوردو ونانت ورين.
وقال فيليبي مارتينيز زعيم الكونفدرالية العامة للشغل في بداية تجمع حاشد في باريس “هناك كثير من الغضب، وضع متفجر”. ودعا زعماء النقابات العمالية إلى التزام الهدوء لكنهم عبروا عن غضبهم مما وصفوه تصريحات ماكرون “الاستفزازية”.
ونشرت الشرطة نحو 12 ألف عنصر للمشاركة المتوقعة لنحو 800 ألف متظاهر في جميع أنحاء البلاد.
وخرج ماكرون عن صمته لأسابيع بشأن السياسة الجديدة ليقول إنه سيصمد وإن القانون سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام. وشبّه ماكرون الاحتجاجات الفرنسية باقتحام مقر الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير كانون الثاني 2021.
وأظهرت استطلاعات للرأي منذ فترة طويلة أن غالبية الناخبين عارضوا تمديد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما.
وزاد غضب الناخبين بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي تمرير تعديلات التقاعد في البرلمان دون إجراء تصويت وبعد تعليقات لماكرون أدلى بها أمس الأربعاء.
وقالت لوسيل بيدي (27 عاما)، وهي مسؤولة برمجة في الخطوط الجوية الفرنسية، أمام حشد في نانت إنها تشارك في الإضراب “للاحتجاج على تعديلات نظام التقاعد، وأيضا ضد ما يحدث في الحكومة”.
وأضافت “إنهم لم يعودوا يستمعون إلى الناس”.
وقال ماكرون في مقابلة تليفزيونية في اليوم السابق إن الإصلاح كان “صعبا للغاية” ، مضيفا :” نطلب من الشعب أن يبذل الجهد. .. ولهذا لا يحظى بشعبية أبدا”.
وأضاف ماكرون مدافعا عن الإصلاحات: “إنني بين الاستطلاعات والامتيازات الفورية والمصلحة العامة للبلاد، أختار المصلحة العامة للبلاد”.
وقالت سيلين فيرزيليتي من الكونفدرالية العامة للشغل لمحطة راديو فرانس إنتر إن ماكرون هو “من أشعل النار في البلاد”.
وقال ويلي مانسل (42 عاما)، وهو عامل في برنامج ترفيهي، في مسيرة نانت “الشارع له شرعية في فرنسا. إذا كان السيد ماكرون لا يتذكر هذه الحقيقة التاريخية، فأنا لا أعرف ما الذي يفعله هنا”.
وخضم أجر أيام المشاركة في الإضراب يرهق العمال في وقت تشهد فيه البلاد زيادة في معدلات التضخم، وتأمل الحكومة أن تفقد الاحتجاجات والإضرابات زخمها في نهاية المطاف.
وقال أوليفييه دوسوبت وزير العمل إن الحكومة لا تنكر حالة التوتر بالبلاد لكنها تريد المضي قدما في التغييرات.
يشار إلى أن موجة الاحتجاجات اندلعت بسبب قرار الزيادة التدريجية في سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما ، وبشكل عام ضد تصرفات حكومة يمين الوسط للرئيس إيمانويل ماكرون.
وتوقعت الشركة الوطنية للسكك الحديدية في وقت سابق اليوم عرقلة حركة القطارات. كما قالت شركة ” ار ايه تي بي” لمترو أنفاق باريس إنه سوف يتم تقليص الرحلات على معظم الخطوط، كما حثت المواطنين على العمل من المنزل إذا أمكن.
وكان ماكرون قد قال أمس الأربعاء إن الإصلاحات كانت ضرورية من أجل التمويل العام. وأثار الغضب عندما شبه المتظاهرين في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي بالمتظاهرين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأمريكي في كانون الثاني/يناير .2021.