صالح الشُراب العبادي
في ١٩٦٨ حمل الغرور والصلف دولة العدو الصهيونى الى التمادي والتحدي والاستمرار في احتلال غرب الاردن ، وبعد ان اكتسحوا وانتصروا على الجيوش العربية المشتركة واحتلوا ما تبقى من فلسطين وكذلك تعدوها واحتلوا الجولان .. وبعد الخذلان العظيم في نكسة الايام الستة في عام ١٩٦٧ .. وانهيار المعنويات ، حيث حققت اسرائيل اهدافها واحداً تلو الاخر .. فما كان منها الا ان تبجحت وتمادت وخططت الاستمرار في تحقيق اهدافها .. فقامت بالهجوم بجيشها على الضفة الشرقية من اجل احتلال مرتفعات الاردن الغربية والزحف الى عمان وبعدها الى كل الاردن ..
وذلك من اجل تحقيق حلمها ..
فما كان من الجيش العربي الاردني والشعب الاردني بكل مكوناته الا ان وضعوا في نصب اعينهم . خيارين لا ثالث لهما .. الانتصار او الشهادة .. حتى آخر جندي واخر مدني .. فهب الجميع ، الجضيع والرضيع .. الجيش مع القيادة والشعب .. فاردى العدو .. وهزمه واطاح به ورده مخذولاً مهزوماً مدحوراً .. وتحطيم حلمه في احتلال وضم الاردن .،
ولكن هذا الحلم ما زال يراودهم ويحلموا به .. ففي غمرة احتفالات الوطن بهذه المناسبة التي حطمت احلامهم وكسرت طموحاتهم .. خرجوا لنا بالأمس في احدى احتفالاتهم بانهم قد وضعوا خارطة الاردن وفلسطين كاملة باعتبارها انها ارضهم وحلمهم وإن اهدافهم بعيدة المدى وان حلمهم باحتلال الاردن لا زال يراودهم ولن ينسوه ليذكرونا جميعاً انهم بالرغم من كل الاتفاقيات والمعاهدات والتطبيع .. الا ان هدفهم لن ينسوه ولن تحول بينهم وبين تحقيقها كل تلك الخزعبلات الورقية والمعاهدات الدولية والاقليمية ، ولن يردعهم رادع عن تحقيقها .
في يوم الكرامة . ارادوا ان يذكرونا .. ويذكروا القيادة والدولة … انه اذا انتم تحتفلون بنصر الكرامة فاننا لن ننسى ولن ننسى . وان هناك يوم موعود ..
قالوا بالأمس واثناء عرضهم لخارطة وطنهم الكبير المزعوم . احتفلوا كما يحلوا لكم .. ولكن هذه خارطة الحلم وهذه ارضنا .. التي مرسومة امامكم .. سننغص عليكم فرحتكم بالانتصار .. في يومكم المشهود.. يوم الكرامة ..
اقول للذين يعتقدون ان اللهث وراء هولاء اليهود المغتصبين هي غنيمة .. وللذين يساقون الى معاهدات ما يسمى السلام والوئام مع دولة الاحتلال .. انتم واهمون .. مختلون .. فهولاء الغزاة الطغاة المحتلون .. لا يفهمون الا لغة الحرب .. فاستعدوا واعدوا ..
