اللام ملكة والألف صولجان

5 مارس 2023
اللام ملكة والألف صولجان

بقلم : فايزة عبد الكربم الفالح

سلام “تفيد التحية” ،على مخاض السطور ؛ لتضع حملها بسلام ،وسلام على شذرات حين تكتب بالألف واللام ، واللام ملكة، والألف صولجان .

سلام “تفيد التحية” ، على فكرة حين تُطرح على الفكرة ؛ تكون كضرب الحجر على الحجر، والزناد على الكبسولة؛ لتحدث الشرارة، ليكون الاحتراق والناتج نار ، ليكون الحرف المولود يرقى بالمستوى المقصود .

تحية لرسائل كافكا وميلينا ،كانت تطرد هوس النوم مِن أعينهما ،وتحية لحلم كافكا حين مرَّه طيف ميلينا ذات ليلة ،وهي تجلس على يمينهِ ، وطفل بائس على يساره.

تحية لوجدِ مُخيّلة لوركا الذي همس للحجرِ
حين بكى ؛ لرؤية ماريانيتا تموت على المقصلة ؛ لأنها لم تعترف ، ولم توشي بأسماء رفاق السلاح ، وتحية للمثلث الذي ضم بين أضلعه الثلاث، راية بنفسجية اللون، والكلمات الثلاث، الحرية تنجب المساواة، ولا قانون يعلو عليهما ،لتبقى ماريانيتا العاشقة رمزا للمُثِل والقيم العليا .

تحية لملامح أبو الهول الذي زيّنته ملح تقاسيم وجه مرسيدس، الزوجة الملهمة ؛ لتكون بلا شك بوصلة ماركيز الأولى،هكذا يكون النصف للنصف الآخر ، وليس مهما أن تحرر الرّهن ،عن اشيائها المهمة ؛ إذ لا شيء يساوي عندها، أمام آلة الطباعة ،وما نسجه حرف ماركيز .

تحية لمقصلة شربت مِن دماء الحرية ، وقطفت ثمرة قلب روز باكرا، الزوجة للجرنال الثائر، أفرانسوا دي بوهارني، ليجمعها القدر فيما بعد ؛ مع شاب فرنسي ،إيطالي الجذور ، فالقاعدة لا يجتمع عليها إلا أثنان؛ ليكونا استثناء منها ،حين يعزف القدر على وتر جمال الروح الذي خطف قلب ذاك الشاب ؛ لتكون بعينه إمرأة الحب والحرب معاً ، إذ لا للرقم قيمة في العمر ، حين حذفت مِن سجلِّ رقم عمرها أربع سنين، ليزيد هو على سجلِّ رقم عمره عامين، فالحب احيانا يحتاج للمراوغة، تحت مسمى الكذب، حيث كانت تكبره بستة أعوام ، تحية لروز التي قَبِلَت بإسمها الجديد ،لتكون هي جوزفين، ويكون هو نابليون بونابرت ، أول إمبراطور لفرنسا، في أواخر القرن الثامن عشر ،إلى العقد الأول مِن القرن التاسع عشر ، تحية للحقيقة التي تدارى وراءها عشيق جوزفين الفعلي *باراس ، لتكون جوزفين أحد اسرار الخديعة .

تحية لرسالة العاشق والقائد معاً نابليون بونابرت ؛ لحبيبته جوزفين :

لم يمض يوم دون أن أحبك، لم أقض ليلة دون أن أفكر فيك، لم أتناول فنجان شاي دون أن ألعن المجد والطموح اللذين يجعلاني بعيدا عن روح حياتي. وسط انشغالاتي، وأنا أقود الجنود، وأجوب المعسكرات، وحدها عزيزتي جوزفين تقبع في قلبي، تحتل روحي، تشغل تفكيري. إذا كنت قد ابتعدت عنك بسرعة جريان نهر الرون، فلكي أعود بسرعة لأراك، إذا كنت أستيقظ ليلا لأعمل، فلكي أستعجل عودتي لرفيقة عمري الرقيقة .

تحية للأساطير، حين تتلقفها الألسن والحكايات لتخرج مِن رحمها هلينا الطروادية أجمل نساء الأرض، كيفما صوّرها الأغريق، ليكون جمالها أشبه باللعنة ،؛ لِوقِعَها بسحرِ باريس أمير طروادة، الهائم بها عشقا، غير أبهٍ بالعواقب، وصنع المستحيل، مِن أجل الحفاظ على المستحيل، لِتشتعل الحرب مِن أجل استرداد الزوجة مِن العشيق، لتصبح طروادة آخر المعارك، وتبقى وحدها المعركة ،خديعة الأسرار ،حين استفاقت العاشقة من سحر باريس بعد حرب ضروس، لتعود لديارها زوجة مينيلاوس ملك إسبرطة ، هيلينا ذات الشعر الجميل، وهيلين ذات الذراعين البيضاوين و هيلينا، الملكة بين النساء حتى اصبحت فيما بعد هيلينا البغيضة .

إنها معركة عشق ،لا حرب أديان ، ليجلس الشعراء على حافة الليل، يتغنون ببطولات وأبطال الحب والحرب.

والسلام حين يحق السلام ،على المسلمات والعربيات، الخاليات مِن الزّيف والخداع ، اللواتي صنعن التاريخ، وانجبن الابطال، والأدباء، والشعراء، والعلماء، والرجال الرجال ، وسلام على جغرافية المكان تتمثل فيهن، حين لم تكذب الجغرافيا بحقهن ، كذب التاريخ .

فسبحان الله ، حين تضع الملائكة اجنحتها لطالب العلم تشريفا ، وسلام الله على كل حرف مولود؛ ليرقى بالمستوى المقصود .