الرواشدة يكتب في ذكرى الوحده بين مصر وسوريا

23 فبراير 2023
الرواشدة يكتب في ذكرى الوحده بين مصر وسوريا

د. ياسين رواشده

يصادف اليوم ذكرى،،الوحده بين مصر وسوريا والتي سميتب ،،الجمهوريه العربيه المتحده،،.. هذه التجربه التي يجب تسليط بعض الضوء عليها لكي تكون التجربه درسا وموعظه..
ذكرى،،الوحده،، بين مصر،و سوريا يجب النظر،إليها من خلال الاستفاده من الدروس والعبر،والنتائج لهذه التجربه ضمن ظروف الزمان والمكان في ذلك الوقت ولكي نحدد ومن خلال البعد الزمني تعبير ماذا لو ؟..
ورايي المتواضع فقد كانت وحدة ارتجاليه بين ضباط متحمسين تحت وطأة الشعارات والمناخ الاعلامي والسياسي..والسطحيه والسذاجه الفكريه..فقرروا في اجتماع حماسي اعلان،، وحدة بين دولتين ،،تقدمتيين،،…
كانوا يعتبروا ان العروبه مرادف للتقديم والنظام الجمهوري حصرا..وهكذا كانت
سوريا ومصر وشعار كل منهما رغم تغيير ترتيبها:
وحده حريه اشتراكيه او حريه اشتراكيه وحده..
الجماهير العربيه في كل مكان ايدت بحماس هذه الوحده !..
لكن بعد ان انتهت السكره وجاءت الفكره اي التطبيق على ارض الواقع ظهرت الحقيقه.. وهو ان الكلام في إذاعة صوت العرب شيء،وواقع الحال شيء،اخر.
ليس فقط ان البلدين لم يكونا ناضجين بما فيه الكفايه للوحده بل ان قيادات فيهما لم تكن على ذات المستوى وربما القناعه..
وشنت دوله،،الوحده،، منذ البدايه الهجوم على محيطها العربي،،الرجعي،، والتحرش به.مناشدة ،،جيوش تلك الدول الانقلاب واقامه،،جمهورية كبرى،،!. واقع الحال كان مختلفا ومؤلما..و دمويا:
فحصلت خلال ،،الوحده،، تلك مؤامرات ضد الاردن منذ البدايه..
ونلخص” انجازات،، دولة الوحده،،العتيده هذه بحدثين فقط هما التالي:
-افشال الوحده التكامليه التي قامت حينها للتو بين الاردن والعراق وذلك بالتامر مع الضباط العراقيين الطامحيين ليكون كل منهم،،عبدالناصر،، جديد.. او شبيه له..فقامت دوله الوحده بتدمير وحده أخرى بين بعدين عربيين هما الاردن والعراق. ورغم ان قادة الوحده الاردنيه العراقيه كتبوا الى قادة الوحده المصريه السوريه عارضين التنسيق والتعاون من أجل العمل،،القومي المشترك،،..الا ان رسالة الملك فيصل الثاني قابلت بالهجوم والسب والشتم في اذاعه صوت العرب وصوت دمشق( لدي نص رسالة فيصل والحسين لعبدالناصر حينها عارضين التنسيق والتعاون)..
فهكذا قام انقلاب ١٤ تموز المشؤم والذي اطاح بدوله ،،الاتحاد العربي،، وتم فيه جرائم دمويه فظيعه من قتل وسحل جميع قادة النظام وعائلاتهم واولادهم ومن بينهم ليس فقط الاسره الحاكمه كلها بل قتل رئيس الوزراء،وهو كان اردني (دولة ابراهيم هاشم ) ووزير الدفاع الاردني سليمان طوقان وشخصيات اردنيه كانت موجودة حينها في بغداد كجزء من حكومه الاتحاد .
والإنجاز الاخر لهذه الوحده السوريه المصريه ،هو ارسال مجموعه فدائيه لاغتيال رئيس الوزراء حينها هزاع المجالي..حيث نجح،،المكتب السوري ،للمخابرات،،الوحدويه،، وفي المحاوله الثانيه بتدبير مبنى رئاسه الوزراء وقتل رئيس،وزرائنا هزاع باشا..ومجموعه من مسؤلين كانوا برفقته في مبنى الرئاسه.
ومن يرجع للإذاعة والصحافه،،الوحدويه،، في ذلك الزمان سيجد حجم الاغتباط والفرح،،والانتصار،، بهذا الإنجاز عندما سقط مبنى رئاسه الحكومه الاردنيه بمن فيه…
اما عن ،،الانجازات،، الاخرى لهذه الوحده العتيده على صعيد سوريا نفسها وهل كان السوريين راضين فعلا عنها.. فهذا امر اخر يمكن قراءته من خلال تعيين نائب،عبدالناصر( المشير) عبدالحكيم عامر نائبا له على سوريا وكيف تعامل بجبروت واستعلاء خلال فترة إدارته وكيف تعامل مدير مخابراته في سوريا عبدالحميد السراج في معاملة ( قمع) السوريين..
والدرجة ان ،،مدير مكتب المشير نفسه ..العقيد النحلاوي نفسه دبر الانقلاب ،،الانفصال،،.. وكيف انه بعد ذلك وبعد الانقلاب على انقلاب الانفصال لم تعود الوحده..بين البلدين…ربما لأنهم – في سوريا وبل في مصر ايضا -توصلوا لقناعه انها تجربه فاشله فلم بحاول بعدها اي من البلدين الدخول في تجربة وحدويه جاده مع احد ..!!.
وللحديث بقيه..