ماهي القصيدة التي طلبها الحضور من حيدر محمود .. وما قصة قصيدة “نشيد الصعاليك”

18 فبراير 2023
ماهي القصيدة التي طلبها الحضور من حيدر محمود .. وما قصة قصيدة “نشيد الصعاليك”
وطنا اليوم – قرأ الشاعر الأردني حيدر محمود مجموعة من قصائده، أبرزها قصيدة “نشيد الصعاليك” والتي طلبها الحضور من وزراء وشخصيات سابقة، في نادي شباب الفحيص.
وتغزل محمود بقصائده في الوطن بالأمسية التي نظمتها جمعية الحضارة العربية والتي رعتها وزيرة الثقافة هيفاء نجار، في مسرح الراحل جريس سماوي.
وحضر الأمسية عدد كبير من اصحاب المعالي والعطوفة الحاليين والسابقين وعدد من الشخصيات الثقافية، والتي عرض بها مجموعة من الفيديوهات لقصائده المغناة من كبار الفنانين العرب، أبرزها اهداب حبيبي.

وبهذه المناسبة نعيد نشر قصيدة هجاء للشاعر حيدر محمود كان قد القاها في الذكري الأربعين لرحيل شاعر الاردن مصطفى وهبي التل “عرار” يهجو فيها احد رؤساء الحكومات الاردنية .

وتسير المعلومات في منصة جوجل ان المستهدف في القصيدة كان أحد رؤساء الحكومات الاردنية .

القصيدة

 

” نشيد الصعاليك “
عفا الصفا, وانتفى, يا مصطفى.. وعلت

ظهورَ خير المطايا شرّ فرسان

فلا تلم شعبك المقهور ان وقعتْ

عيناك فيه على مليون سكران!

قد حكّموا فيه أفاقين, ما وقفوا

يوما بإربد او طافوا بحُسبان

ولا بوادي الشتا ناموا, ولا شربوا

من ماء راحوبَ, او هاموا بشيحان

فأمعنوا فيه تشليحا , وبهدلةً

ولم يقل احد : كاني, ولا ماني!

ومن يقول؟ وكل الناطقين مضوا

ولم يعد في بلادي غير خُرسان!

ومن نعاتب والسكين من دمنا

ومن نحاسب.. والقاضي هو الجاني؟!

يا شاعرَ الشعبِ, صار الشعبُ مزرعةً

لحفنة من “عكاريت” و”زعرانِ”!

لا يخجلون, وقد باعو شواربنا

من ان يبيعوا اللحى, في أي دكان!

فليس يردعهم شيٌْ, وليس لهم

همّ سوى جمعِ اموال, وأعوان

… ولا ازيد, فان الحالَ مائلةٌ

وعاريات من الاوراق اغصاني

وانني ثم, لاظهر فيغضب لي

وانني ثمُ لا صدرٌ فيلقاني

ولا ملايين عندي, كي تخلّصني

من العقاب, ولم أدعمْ بنسوان!

وسوف (يا مصطفى) امضي لاخرتي

كما اتيت .. غريب الدار, وحداني

وسوف تنسى ربى عمان “ولدنتي”

فيها, وسوف تُضيعُ اسمي, وعنواني!

عمان, تلك التي قد كنت بلبلها

يوما … ولي في هواها نهر ألحان

وربما ليس في ارجائها قمر

الا واغويته يوما .. وأغواني

وربما لم يدع ثغري بها حجرا

الا وقبلّه تقبيل ولهان!

وربما, ربما.. لا ليت ربّتها

تصحو, فتنقذها من شر طوفان!

وتطلع الزعتر البريّ ثانية

فيها .. وتشبك ريحانا بريحان

وترجع الخبز خبزاً؟ والنبيذ كما

عهدته في زمان الخير : ربّاني!

وترجع الناس ناسا, يذهبون معا

الى نفوسهم من دون اضغان

فلا “دكاكين” تلهيهم تجارتُها

ولا دواوين تنسي الواحد الثاني!

ولا مجانين, لا يدرون أي غدٍ

يخبّئ الزمن القاسي… لاوطاني!

ماذا أقول (أبا وصفي) وقد وضعوا

جمراً بكفي .. وصخراً بين أسناني!؟

وقرروا أنني – حتى ولو نزلت

بي أيةٌ في كتاب الله : طلياني!

وتلك “روما” التي اودى الحريق بها

تفتي بكفري.. وتلغي “صك غفراني”!

وتستبيح دمي, كي لا يحاسبها

يوما, على ما جنتْ في حق أخواني!

وللصعاليك يومٌ يرفعون به

راياتهم, فاحذرينا يا يد “الجاني”!

يا خال “عمار” بعضي لا يفرط في

بعضي, ولو كل ما في الكل عاداني!

فكيف ألغي تفاصيلي واشطبها؟!

وكيف ينكر نبضي.. نبضه الثاني

وكيف أخرجني مني, وآفصلني

عني, وما ثم بي الا يغشاني!

لقد توحدت بي – حتى اذا ألتفتت

عيني رأتني, وأني سرت ألقاني!

يا خال “عمار” هذا الزار اتعبني

وهدني البحث عن نفسي .. واضناني

ولم اعد استطيع الفهمَ: احجية

وراء احجية.. والليل ليلان!

وأنني ثمّ ادري ان الفَ يدٍ

تمتد نحوي, تريد الاحمر القاني

فليجرِ. علّ نباتا مات من ظمأ

يحيا به فيعزّيني .. بفقداني!

وتستضيُْ به عينٌ مسهّدة

فيها كعين بلادي.. نهر احزان!