وطنا اليوم
اتعرف ما معنى ان تضع رأسك على الأرض عسى ان تجلب لك صوتاً تحبه؟
مر ٧٢ ساعة واخي مفقود .. بيننا بضع امتار وأطنان من الركام ..
غادرت فرق الإنقاذ الكزخستانية بعد ان اخذت جثث ابناء جنسيتها الذين كانت تبحث عنهم .. أخرجوهم في سويعات ..
لم تأت لنا ولا لأولادنا .. اتت لأهلها ورحلت
وعادت فرق الانقاذ التركية للعمل .. ببطء يميت الروح قبل القلب ..
امام هول ما أسمع ماذا اقول لأمي ؟
تتضاءل الأمال وارتجف كل ما رأيت حجراً يتحرك ..
لو كانت الخوذ البيضاء هنا لكانوا اخرجوهم جميعاً .. فقد خبروا الانقاض و محاربة الموت
فرق الانقاذ هنا تتوقف للاستراحة بشكل كيفي وبعضهم يتوقف عن العمل كموظف حكومي عند منتصف الليل ليعود في الثامنة صباحاً
.. كل فريق على هواه وكل مجموعة حسب أهمية المردوم .. محظوظ من في بناءه اجنبي او ضابط او عسكري .. و لا باكيات لمن لا جيران لديهم واسطة في بناءه ..
اريد المساعدة .. اريد اولاد جلدتي .. اريد السوريين أن يأتوا .. العرب ..المسلمين.. اريد ان ابكي امامهم ويتعاملوا مع ألمي بود بمحبة .. بتعاطف ..
جيراننا الاتراك مثلنا مساكين .. يتشاجرون مع فرق الانقاذ حين يطيلون التدخين والاكل والضحك ..
ولا تعاطف الا من الفرق التطوعية التركية من المدنيين و عاملي الاغاثة مع الجميع دون تفريق..
يسكتون الدموع بالاكل و البطانيات .. لا مثاقب لديهم ولا جرافات ..
اريد المساعدة من أي أحد .. اريد أخي .. حياً او ميتاً اريد أن اغادر معه او مع جثمانه ..
خذوني الى اهلي .. الى ناسي الى ابناء ثقافتي ولغتي ..
خذونا وادفنونا ان اردتم .. بأيديكم لا ببرود الآخرين ..
اللهم أحييني مسكيناً و أمتني مسكيناً وأحشرني مع المساكين ..
يارب .. أبان بين يديك .. فرده رداً جميلاً ..