د. ذوقان عبيدات
بإهداء كريم من سعادة المهندس مراد العضايلة، حصلت رؤية حزب جبهة العمل الإسلامي في مجلد بطباعة أنيقة، ونظرة شاملة لمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية وإلى حد ما السياسة، في الأردن.
وقد ركزت الرؤية على الاقتصاد وقضية التعليم وقضية المرأة، في حين لم ألاحظ اهتماما مماثلا بجوانب مثل: الثقافة والفن والرياضة، ولا أدري طبعا لماذا، أو هل لهذا الأمر سياسة خاصة؟ يهمني هنا أن أقدم هذه الرؤية:
رفاه اقتصادي، واجتماعي مستدام للمجتمع الأردني عام 2030. ومن الواضح أن هذه الرؤية متفائلة جدا، ولا يعيبها هذا التفاؤل لكن الفترة أقصر مما يمكن بكثير، وبغض النظر عن هذا الأمر فيسعدني أن أقدم قراءة بسيطة لهذا الرؤية.
- تم بناء الرؤية على دراسة عميقة لواقع المجتمع الأردني، والقوى الفاعلة فيه: كالشباب والمرأة والأحزاب والعشائر والأفراد والمؤسسات باختلاف أنواعها، ما أعطى هذه الرؤية درجة عالية من المصداقية.
- تم بناء الرؤية وفق نظريات اقتصادية، حيث تم مدّ النظريات الكلاسيكية، والنظريات الاقتصادية الحديثة.
- ركزت الرؤية على الأهداف الاستراتيجية للتنمية المستدامة، وهي أهداف شاملة للصحة والتعليم، والبطالة والفقر والتوازن البيئي، والإصلاح السياسي والعدالة والمياه وغيرها.
- جرت الخطة بكل العمليات العلمية اللازمة من دراسة الواقع واختيار الخبراء، والمشاركة الواسعة والتحكيم والتقويم ولذلك كأنك أمام بحث علمي دقيق بخطوات منظمة.
هذه أبرز سمات هذه الرؤية التي قدمت للمجتمع الأردني، ولم تلق الاهتمام اللازم لا من الجهات الرسمية أو الجهات المدنية أو حتى من المجتمع.
لا يوجد سبب لمثل هذا التجاهل، إلّا أن الحياة السياسية في الأردن لم تعتمد على مثل هذه المشاركات الجادة من جهات غير رسمية.
أعتقد أن هذه الرؤية أحرجت جميع الأحزاب العاملة وغير العاملة. لا أدعي أنني قرأت الخطة كاملة، فهذا يحتاج لوقت لكنني قرأت المنعطفات الفكرية والأدائية لهذه الرؤية. وما يهمني هو أنني سأقرأ بدقة جانبين مهمين هما التعليم والمرأة، حيث سأقدم رؤيتين لهما في مقالتين قادمتين.
