أخي ذوقان.. من يحمي التربية والتعليم مما يراد بها

30 يناير 2023
أخي ذوقان.. من يحمي التربية والتعليم مما يراد بها

بقلم: د. محمود المساد
نعرف معا أنها باتت بلا مضامين، وأنها تعبت وتمزقت، وتجردت معرفتها من ثوبها وماء وجهها، وغدت سهلة المنال….. ماذا نفعل ، هل ننصحها بقول لا أم نهمس إليها بالصمت خشية كلام الناس ؟.
فكما جرت العادة منذ عدة سنوات يتنافس الفرسان على استهداف المفاهم التربوية التي تربط المتعلم بمجريات حياته، في إطار من القيم المرغوبة من المجتمع الذي يعيش فيه، ويتفاعل معه؛ بهدف النجاح وراحة البال، كما يأتي هذا الاستهداف الذي يترك للمتعلم حفظ المعلومات والحقائق المتاحة من مصادر المعرفة العالمية، بينما يحرمه من مضامين التواصل الإيجابي مع الأخرين تأثرًا وتأثيرا بقلب وضمير وطني منتمٍ للوطن والجماعة من جهة، ويلتقي بجذع مشترك مع العالم بقيم عالمية إيجابية من جهة أخرى.

إن عملية الدمج عملية مريبة، فالتعليم نظام متكامل تتفاعل جميع مكوناته معًا، بتناغم وتناسق يرتقيان بفاعلية النظام. ولهذا، فإن دمج التعليم العام الذي يمزج بين التربية والتعليم بموازنة فائقة الدقة، تزيد فيها المفاهيم والمهارات والاتجاهات التربوية في الصفوف الأولى، ويزيد التعليم التخصصي في الصفوف العليا، مع التعليم العالي المجال الارحب للتخصصية، ويجعل من هذا الخليط عملًا لا علاقة له بالتعليم والذي بات ضياعه مطلوبًا.

ويُركّز أكثر كما هو واضح من اسم الوزارة الجديدة على الهياكل والتنقلات، والموارد البشرية التي تستهوي عشاق الإدارة الفارغة من مضامين التعليم، والقيم والمهارات الداعمة لازدهار الدولة وقوتها، من جانب آخر، كيف لعشاق خلط الأمور بدمج ثقافتين مختلفتين في أكثر من جهة للموارد البشرية في الدولة، فثقافة وزارة التربية والتعليم متواضعة محافظة محرومة ومنهكة بثقافة تعليم عالٍ أكثر تحررا ورفاهية واستعلاءً، فهل سنرفع كوادر وزارة التربية والتعليم إلى مستوى الكوادر في التعليم العالي، أم سننخفض بكوادر التعليم العالي إلى المنهكين في التعليم العام؟ وأعتقد جازما أن الثانية هي الأقرب للتنفيذ.

‎ومن المؤكد عندما تصبح الوزارة واحدة مدمجة، لن يكون الوزير إلا من التعليم العالي الذي لا يعرف، ولا يرغب في أن يعرف شيئا عن التعليم العام. وهذا أحد الأهداف الرئيسة الذي تم التمهيد لها منذ سنوات بتتابع الأطباء من تخصصات مختلفة على وزارة التربية والتعليم؛ لتصبح الوزارة لآن مريضا جاهزا لعملية محكوم عليها بعدم النجاح، وموت المريض سريريّا