الدكتور أحمد الشناق
توجه الفلسطينيون لتوقيع اتفاقيات أوسلو، وهي مجموعة من التفاهمات بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، تضم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي (المشهور بإتفاق أوسلو)، الموقع في واشنطن وبرعاية الولايات المتحدة، بعد أن قرر العرب بأن السلام خيارهم الإستراتيجي، وعقدت إتفاقيات أوسلو لفترة إنتقالية لا تتجاوز 5 سنوات، بداية لما يسمى بعملية السلام، الساعية للوصول لمعاهدة سلام على أساس قرار مجلس الأمن 242 و338، ولتحقيق «حق الفلسطينيين بتقرير المصير». نتج عنها اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل واعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير كالممثل للشعب الفلسطيني وكشريك في المفاوضات.
كما أنها اعترفت بأن منظمة التحرير الفلسطينية أضحت شريك لإسرائيل في مفاوضات الوضع النهائي بخصوص القضايا العالقة. أهم هذه القضايا هي الحدود والمستوطنات والقدس وبعض الترتيبات الأمنية.
وجميع قرارات الشرعية الدولية تؤكد على عدم شرعية الإستيطان، وعلى عدم تغير الوضع القانوني على الأرض، كأراض تقع تحت سلطة الإحتلال .
وتقدم العرب بما يطلق عليه، مبادرة السلام العربية، لتقوم علاقات طبيعية بين الدول العربية والطرف الاسرائيلي، بعد قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين.
ويمضي ثلاثون عاماً على أوسلو، وعشرون عاماً على مبادرة العرب للسلام.
والاسرائيليون مستمرون بالإستيطان وإبتلاع الأرض، والقتل والتدمير والسجون والمعتقلات للشعب الفلسطيني، ولا يوجد حزب أو مسؤول إسرائيلي واحد يتحدث عن سلام أو حتى قبول بالتفاوض، وتأتي حكومة جديدة، شعار وزرائها الموت للعرب، ومستوطن يتولى وزارة الأمن الداخلي، ومستوطنيين يقتحمون الأقصى برعاية رسمية، وتسابق لإقامة مشاريع إستيطانية جديدة، ومحاولات تفكيك السلطة التي جاءت بإتفاق أوسلو، وتحويل الضفة الغربية إلى إدارات محلية، لطمس وإلغاء لهوية وطنية لشعب يرزح تحت الإحتلال .
والسؤال للقريب العربي، وللغريب صاحب التأثير الدولي ، ومصطلحات مستجدة على قضية تعيش أطول احتلال، من دولة مارقة ومتمردة على القانون الدولي والشرعية الدولية، وبحماية دولية، بدلاً من توفير الحماية لشعب يرزح تحت الإحتلال ؟
والسؤال الذي يُطرح، ما المقصود بالتهدئة ووقف التصعيد ؟
هل يكون لمزيد من الإستيطان وإبتلاع الأرض، ولمزيد من القتل للفلسطينين ؟ وللإستيلاء على الحرم القدسي الشريف ؟ وهل المستوطنيين ، فعلياً إنهم مدنيين وهم يسرقون أرض الغير بقوة وبطش الإحتلال ؟ وهل وجودهم على أرض الضفة الغربية المحتلة، شرعي ؟ والقانون الدولي يؤكد بأن المستوطنات غير شرعية !
والسؤال للعرب وللمجتمع الدولي الراعي للإحتلال، هل التهدئة لأخذ مسار التفاوض على قضايا الحل النهائي وقيام دولة فلسطينية، ووضع نهاية للإحتلال ؟ أم هي تهدئة لمخطط إبتلاع كامل الأرض الفلسطينية، لحلم تلمودي مزعوم،بيهودية الدولة على كامل فلسطين التاريخية ؟
والسؤال، هل المشروع الصهيوني ذاهب إلى التطهير العرقي والديني والاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية ؟ وهل الفلسطينين اليوم، في مواجهة خذلان عربي وظلم قوى دولية، وهي ترعى تطرف صهيوني وسياسة معلنة بأن الموت للعرب؟
وهل أصبح الشعب الذي يرزح تحت الإحتلال إرهابي، أمام حمامة سلام صهيونية دينية متطرفة فاشيستيه، وليس في قاموسها سلام أو حتى تفاوض ؟