نظام الفترتين يؤثر سلبا على جودة تعليم الطلبة الأردنيين والسوريين

27 يناير 2023
نظام الفترتين يؤثر سلبا على جودة تعليم الطلبة الأردنيين والسوريين

وطنا اليوم:يجمع خبراء وتربويون على التأثيرات السلبية الكبيرة التي تنعكس على طلبة المدارس التي تطبق نظام الفترتين “الصباحية والمسائية” من حيث قلة النشاط و ضعف التركيز والانتباه وعدم القدرة على الفهم بالشكل السليم مما يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم والمستوى والتحصيل الدراسي .
وبحسب تربويون ان زمن الحصة يتقلص في جميع المدارس التي تعمل بنظام الفترتين “صباحية ومسائية” مقارنة مع المدارس التي تعمل بنظام الفترة الواحدة “صباحية” حيث يتم ضغط الحصص وتقليل دقائقها مؤكدين ان الفترة المسائية غير مناسبة لإستقبال المعلومات فالفترة الصباحية هي الافضل للطالب من حيث النشاط واستقبال الافكار والمعلومات .
وبلغ عدد المدارس التي تطبق الفترة المسائية في الاردن 204 وتضم 12155 طالب اردني و 73479 طالب سوري و22 مدرسة مسائية لا يوجد بها سوريين وتضم 6849 طالب اردني و 188 مدرسة مسائي مدمجين سوريين وتضم 89591 طالب اردني و 3498 طالب سوري و 34 مدرسة “مسائي مخيمات” وتضم 17486 طالب سوري حيث ان المجموع الكلي للمدارس المسائية 448 وتضم 210858 طالب اردني وسوري وفق احصائية وزارة التربية والتعليم لعام 2022 /2023 .
وفي المدارس التي تطبق نظام الفترتين فان مدة الحصة الصفية 40 دقيقة بينما في مدارس الفترة الواحدة ” الصباحية” فان مدة الحصة 45 دقيقة .
قلق وعدم إستقرار نفسي
وتقول منى الزهري لاجئة سورية تقطن في اربد ان نظام الفترتين يشكل عبء كبير على أبناءها من حيث عودتهم للمنزل متأخرين ويجدون صعوبة في تنظيم أوقات دراستهم وهو ما يشكل قلق عدم إستقرار نفسي لهم فتارة يؤجلونها للمساء وتارة يقومون بالدراسة وحل التمارين والواجبات في الفترة الصباحية وقبل التحاقهم بالدوام مؤكدة ان هذا الأمر انعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي .
وتفكر منى بنقل ابنتيها في الصف الثالث والرابع الى مدارس أخرى لا تطبق نظام الفترتين خلال الفصل الدراسي الثاني معتبرة ان الفترة الصباحية هي الأنسب للطالب من حيث تنظيم أوقاته ونومه ونهوضه باكرا وإنهاء واجباته مبكرا مؤكدة ان ان نظام الفترة المسائية يزيد كسل الطالب خصوصا بعد انتهاء دوامه وعودته للمنزل .
اما فاطمة منير فتقول ان ابنتها تدرس في الصف الخامس بالفترة المسائية في احدى مدارس اربد وابنها في الصف السابع ويدرس بالفترة الصباحية مشيرة انها إضطرت لتسجيل إبنتها لقرب المدرس من مكان سكنها لكنها تلاحظ وجود فارق كبير بين شقيقها وابنتها التي تشكو وتتذمر دوما من حصول فوضى في دراستها وتعود مرهقة وتنام لوقت متأخر وتقوم بتأجيل لدراستها للصباح وفي أحيان كثيرة تذهب للدوام دون إنجاز واجباتها المطلوبة منها معتبرة ان حق ابنتها أيضا مهضوم لتقليل وقت الحصة مقارنة بمدارس الفترة الواحدة .
نظام الفترين يهضم حقوق الطلبة
ويقول الخبير التربوي محمود جبر ان نظام الفترتين له تأثيرات سلبية عديدة على الطلبة حيث يتم إختصار وقت الحصة بالفترة الصباحية والمسائية في المدارس التي تعمل بنظام الفترتين حتى يغادر طلبة الصباحية وقت الظهيرة ويلتجق بعدها مباشرة طلبة المسائي .
وزاد في الفترة الصباحية يكون العقل مهيأ بشكل أكبر لاستقبال الأفكار والمعلومات فبعد نهوض الطالب باكرا وتوجهه للمدرسة يكون في قمة النشاط والحيوية ويكون مهيأ جسديا ودماغيا .
وأوضح ان التأخر لفترة ما بعد الظهيرة والتي يلتحق بها طلبة الفترة المسائية تعتبر غير مناسبة بتاتا فالطالب يتأخر حتى يعود لمنزله ويكون وقته محصورا في المساء مما يدفع بكثير من الطلبة الى تأجيل جزء من واجباتهم ودراستهم حتى الصباح مما يشكل عدم تنظيم لأوقات دراستهم .
فوضى بتنظيم الدراسة
واضاف جبر انه تحصل فوضى بأوقات نوم الطلبة فلا يستطيعوا وضع برنامج خاص لمراجعة دروسهم وتحضير واجباتهم فيصبح نظام الطالب مقسما على يومين فترة ما بعد عودته من المدرسة اضافة للفترة الصباحية التي تسبق التحاقه بالدوام وهذا يدخل الطلبة بحالة عدم إستقرار ذهني و نفسي .
واكد جبر على أهمية وضع التعليم على سلم أولويات وزارة التربية والتعليم وتوفير كل السبل اللازمة لتوفير بيئة تعليمية مناسبة بحيث لا نلجأ للفترتين التي تسبب ارهاق وتشتيت للطلبة مؤكدا اهمية وضع استراتيجية واضحة للتخلص من نظام الفترة المسائية الذي يسبب إزعاج وقلق للأهالي .
تقليص فترة الحصة بنظام الفترتين
ويرى الخبير التربوي مدير التربية والتعليم الأسبق لقصبة اربد ومدير مدارس الباب العالي قاسم الخطيب ان سلبيات الفترة المسائية عديدة وتنعكس بالدرجة الاولى على الطلبة فمدة الحصة فيها أقل مقارنة بنظام الفترة الواحدة “الصباحية” وهذا يحرم هؤلاء الطلبة من حقهم في التعلم بالشكل الأمثل.
تقصير بأداء الواجبات
وزاد عندما يذهب الطالب للالتحاق بدوامه بالفترة المسائية ويعود بوقت متأخر لمنزله فانه يتضرر نفسيا ويكون مرهقا بعد إنتهاء دوامه و يضطر للنوم لوقت متأخر فيحدث تقصير بواجباته فلا يستطيع المثابرة او عمل الواجبات بنشاط ففي هذه الفترة يكون متعبا بخلاف الفترة الصباحية حيث يعود ويتناول وجبة الغداء مع عائلته ويرتاح قليلا ويكون معه متسعا من الوقت للبدء والتحضير لدروسه .
الفترة الصباحية أنسب ذهنيا للطلبة والمسائية عبء ثقيل
ونوه انه خلال فترة عمله مديرا للتربية والتعليم في السنوات السابقة فقد اجريت عدة دراسات نظرية وثبت ان طلبة الفترة المسائية تحصيلهم وأداءهم الدراسي أقل مقارنة بطلبة الفترة الصباحية التي تعتبر الأنسب والأفضل ذهنيا من ناحية نشاط الطالب وقدرته على الفهم والاستيعاب بشكل أكبر.
ونوه ان نظام الفترتين يشكل عبء إضافي على الأهالي الذين يغادرون المنزل للالتحاق بوظائفهم والطالب يبقى لوحده في المنزل صباحا وبعد عودته لا يجتمع مع عائلته على وجبة الغداء مما يؤثر نفسيا على الطلبة .
وأشار الخطيب الى اهمية التخلص من نظام الفترة المسائية من خلال بناء مدارس جديدة او إستئجار اخرى اضافية فتجويد العلمية التعليمية يتطلب الاستغناء على العمل بنظام الفترتين .
نصف مليون طفل سوري بحاجة للتعليم في الاردن
وأصدر مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك العدد الثاني من نشرته الإخبارية الإلكترونية باللغة العربية، والتي جاءت للتعريف بأنشطة المركز وانجازاته خلال النصف الثاني من العام 2022.
وقال الوزير الأسبق وعضو مجلس إدارة المركز الدكتور ابراهيم بدران، تناول فيه مجموعة من الأفكار التي تتحدث عن فرص اللاجئين السوريين في التعليم بالأردن، ودور الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، ومنها الاردن، التي تستضيف 74% من اللاجئين على مستوى العالم، الأمر الذي يجعل كلفة استضافة اللاجئين عبئاً ثقيلاً على تلك الدول واقتصاداتها المتواضعة، حيث يتعاظم العبء حين تمتد الاستضافة إلى التعليم الذي تتصاعد كلفته عاما بعد عام، باعتباره حقا إنسانيا وركنا أساسيا من أركان الحياة المعاصرة.
وأضاف بدران في النشرة الاخبارية للمركز ان الأردن الذي يستضيف أكثر من 3 مليون لاجئ من 44 جنسية، يشكل اللاجئون السوريون ما يقرب من 50% سواء من كان مسجلا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أم غير مسجل. وإن ما يقرب من 41% من اللاجئين السوريين هم أطفال دون سن الثامنة عشرة.
وأشار بدران إلى أن هناك ما يقرب من نصف مليون طفل هم بحاجة إلى التعليم، إضافة إلى المدارس المحدودة العدد والسعة والمستوى في مخيمات اللاجئين، فقد ضغطت وزارة التربية والتعليم صفوف مدارسها، فاستقبلت المدارس الأردنية 225 ألف طالب والتحق بالتعليم العالي (300) طالب، بينما خسر فرص التعليم أكثر من 85 ألف طفل، كما وتحملت منظومة التعليم الأساسي في الأردن أعباء كبيرة لإتاحة الفرصة للطلبة اللاجئين السوريين التعليم جنباً إلى جنب مع اقرانهم الأردنيين مما دفع وزارة التربية والتعليم إلى بناء 5000 غرفة صفية وتشغيل 200 مدرسة على نظام الفترتين للتعامل مع الأعداد المتزايدة في حين تتحمل الدولة الأردنية أعباء مالية تتجاوز 150 مليون دينار سنوياً.
وختم بدران حديثه بالتأكيد على أن مسؤولية التعليم لا يستطيع الأردن تحمل أعباءها كما أن التوسع في التعليم العالي للطلبة اللاجئين السوريين يتطلب المزيد من تضافر الجهود.
وزارة التربية والتعليم تسعى لخفض مدارس الفترتين
وقالت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون المالية والإدارية د. نجوى القبيلات ان وزارة التربية والتعليم تبذل جهود كبيرة في إنشاءات الأبنية المدرسية وتسعى جاهدة من خلال المخصصات المالية المرصودة بموازنتها والمنح والقروض التي تحصل عليها للتوسع في الأبنية المدرسية من أجل التخلص من مدارس الفترتين .
وزادت الدكتورة قبيلات ان أحد المؤشرات الرئيسة في الخطة الإستراتيجية للوزارة هو عدد المدارس ذات الفترتين ونعمل على خفض أعداد هذه المدارس