وطنا اليوم:بعد جدال وشد وجذب، وافق المستشار الألماني أولاف شولتس رسميا على إرسال دبابات “ليوبارد” إلى كييف ومنح موافقة لدول أوروبية أخرى مثل بولندا بإرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، الموافقة الألمانية جاءت بالتزامن مع إعلان واشنطن بدء عملية تفضي إلى إرسال العشرات من دبابات (إم. وان أبرامز) لكييف أيضًا.
منعطف خطير مع اقتراب العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا من الدخول في عامها الثاني بحسب خبراء وعسكريين تحدثوا ، فهل ستنجح استعدادات كييف بالدبابات في قلب المعادلة ميدانيا؟
وبحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية، فإن الدبابات تمثل “أقوى سلاح هجومي مباشر تم توفيره لأوكرانيا حتى الآن”، وهو نظام مدجج بالذخائر مصمم لمواجهة العدو وجها لوجه بدلا من إطلاق النار من مسافة بعيدة.
وفي حال استخدامها بشكل صحيح مع التدريب اللازم، فقد تسمح الدبابات الثقيلة لأوكرانيا باستعادة الأراضي من القوات الروسية التي كان لديها الوقت لحفر خطوط دفاعية، بحسب الشبكة الأميركية.
هجوم وشيك
يقول آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، في الأشهر التي تلت العملية العسكرية الخاصة، تنافست الدول الغربية على تقديم معدات عسكرية وأسلحة من إنتاج كتلة حلف وارسو، لأن أوكرانيا – وفق الرواية الغربية – تجيد التعامل مع هذا النوع من الأسلحة؛ فلديها الطواقم المدربة وقطع التبديل والقدرة على الصيانة.
وأضاف ملحم، خلال أن أوكرانيا تستخدم الدبابات السوفيتية من نوع تي-72؛ ومنذ شهر فبراير 2022 تسلمت أوكرانيا 200 دبابة من هذا النوع من بولندا وجمهورية التشيك ومن بلدان أخرى، والأنواع الجديدة من المدرعات والدبابات التي ستنزل أرض المعارك تدل على هجوم مضاد وشيك.
وتابع مدير مركز “جي سي إم” للدراسات، قائلًا: “يعتقد بعض المسؤولين الغربيين أن الفرصة مواتية الآن لتقديم هذا النوع من الدبابات لإعاقة تقدم القوات الروسية وبالتالي تكبيدها خسائر كبيرة والانتقام منها”.
علاوة على ذلك، تدعي الدول الغربية أن الانتقال إلى دبابات الناتو يتطلب دعماً لوجستياً معيناً، و هذا لم يكن متوفراً في أوكرانيا سابقاً، وهناك ثلاث أنواع من الدبابات، تنوي الدول الغربية تقديمها لأوكرانيا:
الدبابات ليوبارد، وهي ألمانية الصنع: تتميز بسهولة الصيانة وقلة استهلاكها للوقود مقارنةً مع نظيراتها الغربية
دبابات تشالنجر، وهي بريطانية الصنع : أكثر تطوراً من العديد من الدبابات الموجود في القوات المسلحة الأوكرانية.
دبابات آبرامز، وهي أميركية الصنع: تحتوي على دروع مصممة لمقاومة الاختراق بالصدم
في الرد على تلك الجزئية، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن تغيير المعادلة العسكرية على الأرض صعب التحقيق حتى مع تواجد تلك المجموعة من الأسلحة والدبابات في أرض المعركة.
وأرجع شاتيلوف مينيكايف وجه نظره لعدة أسباب منها:
دبابات الغرب أثقل وزنا من الدبابات الروسية وهو ما قد يحد من استخدامها
امتلاك روسيا لقذائف دروع تُعد الأفضل على مستوي العالم
أوكرانيا قد تستخدم دبابات الغرب في عدد محدود من الأماكن
مع اقتراب انتهاء الشتاء ستتحول الأراضي لـ”وحل” يصعب حركة تلك الدبابات عليها
أغلب قوات كييف لا تُجيد التعامل مع تلك الدبابات لأن معظم الجنود مجندين حديثًا
تحتاج تشالنجر 2 ذخائر مختلفة عن باقي دبابات الناتو، مما يجعلها أكثر تعقيدا
وأشار الخبير الروسي العسكري إلى أن إصرار الدفع بتلك الأسلحة لا يتعدى نطاق الاستنزاف ومحاولة مد أمد العملية العسكرية قبل أي تفاوض أو التوصل لوقف إطلاق النار، فالغرب يحاول استخدام كل الكروت قبل التفاوض مع موسكو.
وأوضح مينيكايف، أن معظم الأسلحة الخاصة بالدبابات إلى كييف معتمدة حديثًا، متوقعًا تأخر مواعيد التسليم وهذا ما يحدث كل مرة ويظهر من إستغاثات حليفهم فلاديمير زيلينسكي المستمرة بتسليمه الأسلحة، وتابع قائلًا: “عامل الوقت لصالح موسكو التي نجحت في تطويق باخموت والتقدم في خيرسون مجددًا وزابوريجيا وإحراز تقدماً كبيراً على طول خط الجبهة في العديد من المناطق