بغداد

25 يناير 2023
      بغداد

 

شعر أبو عربي إبراهيم أبو قديري

همْ أشعلوها فكانوا النارَ والحطبا
تجاهلوا  اللهَ  والإيمانَ   والكُتُبا

بغدادُ  كانت  على التاريخِ  رايتَنا
واليومَ صارت لنا الأحداقَ والهُدُبا

يارُبَّ  حُرٍّ  له  في  قلبِها  وطنٌ
وكم عدوٍّ سَقَتْهُ الموتَ والعَطبا

طوبى  لبغدادَ   بالأمجادِ  زاهيةً
قد أثمرَ النخلُ في تاريخِها قُضُبا

كالأمِّ ترعى بنيها كيفما سلكوا
من بَرَّ  أو عَقَّ  أو عن أهلهِ رغِبا

تمضي إلى القدسِ والعلياءِ ما التفتَتْ
إلّا لِتحرُسَ هذا الدينَ والعربا

وكلما دكَّ  هولاكو  مرابعَها
نادى المُثنّى بها القعقاعَ فانتصبا

وكلما حملةٌ غربيةٌ  شرعتْ
أفاقَ فينا صلاحُ الدينِ مُنتصِبا

كم جيّشوا من قُوَاتٍ طالما انتهكتْ
المالَ والنفطَ والأخلاقَ والذهبا

صبّوا جحيمَ دمارٍ من بوارجِهم
والطائراتُ أحالتْ ليلَها لهبا

قد امطروا حقدَهم شراً وعاصفةً
لكنما قلُبها الجبّارُ ما اضطربا

مهما تنكّرَ صهيونٌ ليخدعَنا
عيسى المحبةُ لم يقتلْ وما كذبا

ويصفعون   نداءاتٍ   بغطرسةٍ
لمن تظاهرَ أو يحتجُّ أو كتبا

وأنكروا صيحةَ الدنيا تناشدُهم
وسفّهوا شعبَهم حتى وما طلبا

فأين شرعيّةٌ مزعومةٌ كذِباً؟
والقدسُ يحتلُّها صهيونُهم حِقَبا

يُبيدُ سكّانَها خصمٌ ويحرقُها
وفوقَ أشلائها الشماءِ قد طربا

تبلّدَ الكونُ لا يَعنيهِ عن كثَبٍ
مسلسلُ الموتِ أين العدلُ وا عجبا

الصمتُ عارٌ كما التقصيرُ فاحشةٌ
ماذا نصنّفُ مَنْ أفتى ومن ضربا

وهيئةُ الأممِ القعساءِ ذاهلةٌ
تجاوزوها أمَا صارت لهم ذَنَبا

وللعدوِّ يدانِ تضربانِ معاً
بغدادَ والقدسَ والإسلامَ والعربا

لا فرقَ بينهما جُرْماً وعاقبةً
مَنْ يشعلُ النارَ أو يرمي بها حطبا

اللهَ  اللهَ  يا  بغدادُ   عاصمةً
أنتِ الرخاءُ على الأزمانِ ما نضبا

يجوعُ طفلُكِ والديدانُ متخَمةٌ
والقاتلُ العلجُ كم أفنى وكم نهبا

أمّا الحرائرُ بالأرزاءِ راسفةٌ
وأين معتصمٌ للهِ قد غضبا

كلُّ النساءِ ثَكالى أين زينتُها
ووجهُها من دماءِ الأهلِ قد خُضِبا

هذا امتحانٌ إلى الأحرار قاطبةً
وكيف للحرِّ لم يخجلْ وما غضبا

فكيف مَنْ شارك الأعداءَ خسّتَهم
واستعذب القتلَ والعدوانَ والوَصًَبا

فأيُّ حريةٍ والموتُ يحرقُها
وكيف يختارُ مأسورٌ إذا رغبا

وأيُّ شعبٍ جسورٍ كالذين نرى
يقاومُ الموتَ والعدوانَ واللهبا

إذا علوتم فخوفاً من مُجابهةٍ
وإن دنوتمْ فسيفُ الشعبِ قد ضربا

ماذا يقولون يا بغدادُ إن هتفتْ
حينَ استغاثتْ ونادتْ أهلَها العربا

وأيّ عذرٍ لِمنْ كانت ملاذَهُمُ
وطرّزتْ في الوغى تاريخَهم شُهُبا

بل أينَ جامعةٌ ترعى مصالحَنا
وأينَ ميثاقُها الرنّانُ قد ذهبا

ماذا نقولُ وقد أفْضتْ لكارثةٍ؟
هل نش